علاء عشماوي: التعليم الفني ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر|فيديو

أكد الدكتور علاء عشماوي، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، أن الهيئة تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تطوير المنظومة التعليمية المصرية لتواكب المتغيرات المتسارعة محليًا ودوليًا.
وأوضح علاء عشماوي، في حديثه الإعلامي مع المذيعة نانسي نور عبر برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة إكسترا نيوز، أن التعليم في مصر ظل لعقود طويلة قائمًا على أنماط تقليدية ثابتة، مثل التعليم العام المؤدي إلى الجامعات، والتعليم الأزهري المؤدي إلى الجامعات الأزهرية، بينما كان التعليم الفني يعاني من ضعف الموارد المادية والبشرية، ما أثر سلبًا على مكانته.
بين التهميش والدعم الجديد
أشار علاء عشماوي إلى أن الدولة بدأت خلال السنوات الأخيرة إدراك الأهمية البالغة للتعليم الفني باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضًلا عن أن هناك هيئة حديثة متخصصة في ضمان جودة التعليم الفني تعمل بشكل متكامل مع الهيئة القومية لضمان الجودة، حيث يشكلان معًا "ذراعين لكيان واحد" يسعى إلى رفع مستوى التعليم بجميع أشكاله.
وأضاف علاء عشماوي أن التعليم الفني في كثير من الدول المتقدمة وصل إلى مستوى يتفوق في بعض الأحيان على التعليم الأكاديمي، أو على الأقل يساويه في الأهمية، لكن في مصر، ظل التعليم الفني لفترة طويلة يُنظر إليه باعتباره أقل شأنًا من التعليم الجامعي، وهو ما تعمل الدولة حاليًا على تغييره من خلال خطط التطوير والتوسع في دعم المدارس والمعاهد الفنية.
معايير الجودة الحديثة
أكد علاء عشماوي أن معايير الجودة في الوقت الراهن لم تعد مقتصرة على مراجعة المناهج أو المقررات الدراسية فقط، بل أصبحت تركز على مفهوم "التعلم" أكثر من "التعليم"، موضحًا أن هذه النقلة النوعية في المفهوم تهدف إلى تحويل الطالب من مجرد متلقٍ للمعلومة إلى مشارك فعّال قادر على إثبات ما تعلمه وتطبيقه في الواقع العملي.
كما أشار علاء عشماوي إلى أن عملية التعلم لم تعد مقيدة بجدران الفصول أو القاعات الجامعية، بل أصبحت تشمل أنماطًا جديدة تتماشى مع التطورات التكنولوجية، مثل التعليم الإلكتروني والافتراضي، الذي بات جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية في العالم الحديث.
التوازن بين التدريس والتطبيق
شدد علاء عشماوي على أن الفكر الجديد الذي تتبناه الهيئة القومية يقوم على إحداث توازن بين مختلف أنماط التعليم وطرق التدريس فالطالب اليوم بحاجة إلى تنمية مهارات التفكير النقدي، والإبداع، والقدرة على حل المشكلات، وليس مجرد حفظ واسترجاع المعلومات. ومن هنا يأتي الدور المحوري للهيئة في متابعة المؤسسات التعليمية واعتمادها بناءً على قدرتها على تحقيق هذا التوازن.
وأوضح علاء عشماوي أن تطوير التعليم لا يقتصر على تغيير المناهج، بل يتطلب إعادة النظر في طرق التدريس، وإتاحة بيئة تعليمية تفاعلية تعزز من مشاركة الطلاب، مع الاهتمام بإعداد معلمين مؤهلين قادرين على قيادة هذا التحول.

مستقبل التعليم في مصر
اختتم علاء عشماوي حديثه بالتأكيد على أن رؤية الهيئة المستقبلية تسعى إلى جعل التعليم المصري قادرًا على المنافسة عالميًا، من خلال الالتزام بالمعايير الدولية، ودعم مؤسسات التعليم الفني والجامعي على حد سواء، ذكرًا أن مصر أمام فرصة تاريخية لتغيير الصورة الذهنية حول التعليم الفني وإعادة صياغة منظومة التعليم بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المستدامة.