ياسر ريان: أحسن لاعب في مصر لا يستحق أكثر من 25 مليون|فيديو

أكد الكابتن ياسر ريان، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، أن أسعار اللاعبين في الدوري المصري مبالغ فيها بشكل كبير، مشيراً إلى أن أحسن لاعب في مصر لا تتجاوز قيمته السوقية 25 مليون جنيه فقط. 

وقال الكابتن ياسر ريان، نجم النادي الأهلي، خلال استضافته في برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، حيث تحدث ريان عن عدة ملفات رياضية مهمة تتعلق بكرة القدم المصرية ومستقبلها.

تضخم أسعار اللاعبين وأثره على الكرة المصرية

وأوضح ياسر ريان أن الارتفاع الكبير في أسعار اللاعبين خلال السنوات الأخيرة لا يعكس مستوى الأداء الفني داخل الملاعب، بل يرتبط بمزايدات بين الأندية وسعيها لخطف المواهب دون دراسة جدية لاحتياجات الفريق، وأضاف أن ذلك التضخم يؤدي في النهاية إلى أزمات مالية للأندية، ويجعل الاستثمار في كرة القدم المصرية محفوفاً بالمخاطر.

وأشار إلى أن المقارنة بين قيمة اللاعب المصري ونظيره المحترف بالخارج تكشف فجوة هائلة، حيث يتميز اللاعب الأوروبي أو الإفريقي المحترف بمستويات بدنية وفنية أعلى بكثير، ومع ذلك قد تكون قيمة تعاقده أقل من بعض اللاعبين المحليين.

دور الإعلام والجماهير في تضخيم النجوم

وانتقد ريان الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في تضخيم صورة بعض اللاعبين، مما يرفع من قيمتهم السوقية بشكل غير واقعي، وأكد أن الجماهير أيضاً تسهم في هذه الظاهرة من خلال الضغط على إدارات الأندية للتعاقد مع أسماء بعينها، دون النظر إلى ما يحتاجه الفريق من عناصر تكتيكية أو بدائل فعالة.

وأشار إلى أن تلك الضغوط الإعلامية والجماهيرية تجعل بعض الأندية تدفع مبالغ طائلة للحصول على لاعب واحد، وهو ما ينعكس سلباً على توازن الفريق وعلى قدرته المالية في المستقبل.

معايير اختيار اللاعب المحترف في مصر

وتحدث الكابتن ياسر ريان عن ضرورة تغيير عقلية التعاقدات داخل الأندية المصرية، موضحاً أن اختيار اللاعب يجب أن يكون مبنياً على معايير واضحة مثل الأداء الفني، والقدرة البدنية، والالتزام الأخلاقي، وليس مجرد الشعبية أو الظهور الإعلامي.

وأضاف أن الأندية الأوروبية الكبرى لا تنظر إلى اللاعب من زاوية جماهيريته فقط، بل تضعه تحت منظومة تقييم دقيقة تشمل الإحصائيات والقدرة على التطوير والانسجام مع فلسفة المدرب، لافتا الي أن مصر بحاجة إلى تطبيق هذه المنهجية لضمان تطوير مستوى الدوري والمنتخبات الوطنية.

غياب التخطيط في إدارة المنظومة الكروية

وانتقد نجم الأهلي السابق غياب التخطيط طويل المدى في إدارة كرة القدم المصرية، حيث أشار إلى أن معظم القرارات تتخذ بشكل انفعالي أو قصير الأمد دون دراسة استراتيجية واضحة، موضحاً، أن هذه العشوائية هي السبب في تراجع نتائج الأندية والمنتخب في البطولات القارية والدولية.

وشدد على أهمية بناء أكاديميات قوية للناشئين، وتطوير برامج تدريبية حديثة تتماشى مع ما يحدث في أوروبا، مشيراً إلى أن الاستثمار في المواهب الشابة هو السبيل الوحيد لخفض أسعار اللاعبين والاعتماد على إنتاج محلي حقيقي.

دعوة للاستفادة من خبرات اللاعبين القدامى

وقال إن الكرة المصرية تزخر بخبرات كبيرة من لاعبين ومدربين سابقين كان لهم دور بارز في تاريخ الكرة، مشيراً إلى أنه من الضروري الاستفادة من هذه الخبرات في صياغة سياسات التطوير وصناعة الأجيال الجديدة.

وأضاف أن هؤلاء النجوم يمكنهم المساهمة في نقل خبراتهم العملية والفنية للأجيال القادمة، بدلاً من ترك المجال لمن يفتقرون للرؤية، مؤكداً أن تطوير المنظومة يبدأ من الاستفادة من تراكم الخبرات.

دور الإعلام في التوعية الرياضية

ودعا الكابتن ريان الإعلام الرياضي إلى تحمل مسؤولياته في توعية الجماهير بأهمية دعم الأندية بشكل عقلاني بعيداً عن المبالغات. وأكد أن الإعلام يجب أن يلعب دوراً في نشر الثقافة الكروية الحقيقية، بدلاً من الاكتفاء بتغذية الصراعات والبحث عن الإثارة.

كما طالب القنوات والبرامج الرياضية بتقديم محتوى تثقيفي وتحليلي يساعد على بناء عقلية جماهيرية متوازنة، تقدر قيمة الأداء أكثر من قيمة الصفقة، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على الكرة المصرية ككل.

مستقبل الكرة المصرية بين الإصلاح والضغوط

وقال إن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل صناعة متكاملة تحتاج إلى تخطيط واستثمار طويل المدى، مشيراً إلى أن الحل يبدأ بالاعتراف بالمشكلات والعمل على معالجتها بجدية بعيداً عن المصالح الضيقة والقرارات الانفعالية. 

في ختام تصريحاته، شدد الكابتن ياسر ريان على أن مستقبل الكرة المصرية مرهون بقدرة الأندية على إعادة هيكلة سياساتها المالية والإدارية. وأكد أن الحد من التضخم في أسعار اللاعبين، والاستثمار في الناشئين، وتطوير البنية التحتية، هي خطوات أساسية نحو بناء دوري قوي قادر على المنافسة قارياً ودولياً.