بعد تفاقم الانقسام الداخلي.. هل يتراجع نتنياهو عن خطة احتلال غزة؟

في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، أوضحت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ضرورة تنفيذ خطة احتلال شاملة للقطاع، رغم استمرار جهود الوساطة الدولية لوقف الحرب.
استدعاء 60 ألف جندي احتياط
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إلى تصديقه على خطة السيطرة على مدينة غزة، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية العسكرية، وذلك بعد إعلان نتنياهو اعتماده للخطة وموافقة الحكومة الأمنية المصغرة عليها.
غير أن الموافقة الرسمية لم تنهِ الخلافات العميقة بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية بشأن تفاصيل الخطة وجدولها الزمني، حيث نوهت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش غير مستعد لاستنزاف قواته المنهكة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
العملية الأمنية الواسعة لتدمير غزة
كما أكدت مصادر عسكرية اعتراضات داخل قيادة الجيش على احتمال أن تتطلب العملية الأمنية الواسعة لتدمير غزة فترة قد تصل إلى عام كامل، بالإضافة إلى وجود أزمة داخل منظومة قوات الاحتياط التي تعاني من تراجع في معدلات التعبئة والاستعداد.
في الوقت نفسه، أشارت التقارير إلى مخاوف متزايدة داخل إسرائيل بشأن تبعات الاحتلال، خاصة من الناحية الاقتصادية، لا سيما في ظل عدم توفر الموارد الكافية وعدم وجود إرادة سياسية واضحة لدى حكومة نتنياهو لتحمل أعباء التكلفة المالية والسياسية للاحتلال.
وأخيرًا، نوهت مصادر رسمية إلى أن القانون الدولي قد يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المدنيين في غزة، مما يزيد من الضغوط الدولية على تل أبيب في ظل استمرار العمليات العسكرية.
الأوضاع الإنسانية داخل القطاع
ومن جانبه، أكد الدكتور أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الأوضاع الإنسانية داخل القطاع تمر بمرحلة غير مسبوقة من التدهور، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة إلى الاستهداف المتكرر للمدنيين في أماكن توزيع المساعدات الإنسانية، ويأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، تزداد المأساة الإنسانية تعقيدًا يومًا بعد يوم، لتصل إلى مرحلة تهدد حياة ملايين الفلسطينيين.
وأشار أمجد الشوا، خلال مداخلة على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن عمليات التجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون تتصاعد بوتيرة خطيرة، حيث لم يعد الأمر مجرد نقص في المساعدات، بل تحول إلى سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة.