من صحة الأمعاء إلى خطر السرطان.. كل ما لا تعرفه عن المخللات

المخللات من الأطعمة الشعبية التي لا يكاد يخلو منها بيت مصري أو عربي، فهي جزء أصيل على المائدة بجانب الوجبات الرئيسية، ومع ذلك، بدأت دراسات أجنبية حديثة تتناول هذا الطعام من منظور صحي مختلف، حيث أكدت أن للمخللات فوائد كبيرة على الجسم، خاصة الأنواع المختمرة منها، لكنها في الوقت نفسه قد تشكل خطرًا على بعض الفئات إذا تم تناولها بإفراط.

وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما نشرته مواقع ودراسات عالمية حول فوائد المخللات الصحية، وكيف يمكن أن تدعم المناعة وصحة الأمعاء، مع تسليط الضوء على الأضرار والتحذيرات التي يجب الانتباه إليها، خاصة لدى مرضى الضغط وأمراض القلب.

ما هي المخللات؟ ولماذا تحظى بشعبية عالمية؟

المخللات عبارة عن خضروات أو فواكه يتم حفظها بالملح أو الخل أو عبر عملية التخمر، ورغم أنها ارتبطت تقليديًا بالمذاق المالح أو الحامض الذي يفتح الشهية، فإنها باتت اليوم محورًا للأبحاث العلمية بسبب احتوائها على بكتيريا نافعة (بروبيوتيك) ومركبات غذائية هامة.

بحسب تقرير نشره موقع Vogue العالمي، فإن المخللات المختمرة تساعد في تعزيز صحة الأمعاء والمناعة، وتقلل من الالتهابات، كما قد تلعب دورًا في الوقاية من بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

فوائد المخللات للجسم

تشير دراسات منشورة في موقع Verywell Health إلى أن المخللات المختمرة تعد مصدرًا غنيًا بالبروبيوتيك التي تعمل على تحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يساهم في تعزيز عملية الهضم ورفع كفاءة جهاز المناعة.

تحسين الهضم والشعور بالشبع

الألياف الموجودة في الخضروات المخللة تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقليل مشكلات الإمساك، كما تمنح شعورًا بالشبع لفترات أطول، وهو ما يجعل المخللات خيارًا مثاليًا بجانب الوجبات قليلة السعرات.

دعم التحكم في سكر الدم

أشارت مقالات صحية، إلى أن الخل الموجود في المخللات قد يساهم في تقليل ارتفاع السكر بعد الوجبات، كما يساعد على التحكم في الشهية، ما يجعله مفيدًا لمرضى السكري من النوع الثاني إذا تم تناوله بكميات محدودة.

تقليل التقلصات العضلية

وفقًا لتقرير من Verywell Health، فإن شرب عصير المخلل يساعد الرياضيين على التخلص من التقلصات العضلية بشكل أسرع، بفضل محتواه العالي من الصوديوم والبوتاسيوم اللذين يعملان على إعادة توازن المعادن في الجسم.

مصدر لمضادات الأكسدة

الخضروات المستخدمة في المخللات مثل الخيار، الجزر، أو الفلفل تحتفظ بمركبات مضادة للأكسدة مثل فيتامين C وبيتا كاروتين، والتي تعمل على حماية الجسم من الجذور الحرة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

أضرار المخللات ومخاطرها الصحية

المخللات تحتوي على كميات كبيرة من الملح، حيث أن مخللًا واحدًا قد يوفر نصف الكمية الموصى بها يوميًا من الصوديوم، هذا يمثل خطورة خاصة على مرضى الضغط وأمراض القلب.

زيادة خطر الإصابة ببعض السرطانات

أشارت دراسات منشورة في Wikipedia ومجلات طبية آسيوية إلى أن تناول كميات كبيرة من المخللات التقليدية قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء والمعدة نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث أثناء التخمر غير المنظم.

مشكلات لمرضى الكلى وهشاشة العظام

الإفراط في تناول المخللات الغنية بالملح يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما يشكل عبئًا على الكلى، كما يساهم في فقدان الكالسيوم من العظام مما قد يزيد من خطر هشاشة العظام مع التقدم في العمر.

الفئات التي يجب أن تتناول المخللات بحذر

• مرضى ارتفاع ضغط الدم.
• مرضى القلب والشرايين.

• مرضى الكلى.
• مرضى السكري (خاصة الأنواع المحلاة).
• كبار السن المعرضون لهشاشة العظام.

كيف نستفيد من فوائد المخللات بدون أضرار؟

تناول المخللات بكميات صغيرة (ملعقتين يوميًا) يكفي للحصول على الفوائد دون زيادة الصوديوم.

اختيار المخللات المختمرة طبيعيًا

يفضل شراء الأنواع المكتوب عليها "مخمرة طبيعيًا" أو "تحتوي على بكتيريا حية"، حيث إنها أكثر فائدة للجهاز الهضمي.

تحضير المخللات في المنزل

إعداد المخللات منزليًا يقلل من نسبة الملح، كما يضمن استخدام مكونات صحية ونظيفة بعيدًا عن المواد الحافظة.

موازنة النظام الغذائي

يمكن تناول المخللات بجانب أطعمة غنية بالألياف وقليلة الصوديوم مثل الخضروات الطازجة والفواكه، لتحقيق توازن صحي.

مقارنة بين المخلل والزيتون

بحسب موقع Health، فإن الزيتون المخمر يحتوي على دهون صحية وفيتامين E، بينما المخلل يحتوي على سعرات حرارية أقل وبروبيوتيك مهم لصحة الأمعاء. وبالتالي يمكن تناول كلاهما لكن باعتدال شديد.

المخللات ليست مجرد مقبلات لفتح الشهية، بل غذاء صحي متكامل إذا تم تناوله بالاعتدال، فهي غنية بالبروبيوتيك، تساعد على الهضم، تعزز المناعة، وتقلل من التقلصات، لكن في المقابل، الإفراط في تناولها قد يرفع ضغط الدم ويزيد مخاطر صحية خطيرة.