لحظة غدر.. القصة الكاملة لمقتل عريس شاب قبل زفافه بالشرقية |خاص

في ليلة كان من المفترض أن تملأها الفرح، تحولت أجواء الزينة والغناء في إحدى قرى مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية إلى مأتم كبير، بعدما سقط شاب في ريعان شبابه غدرًا بطعنة قاتلة أنهت حياته في لحظة خاطفة، وسط ذهول الأهالي وأحزان عائلته.
الضحية.. الشمعة الوحيدة لوالديه
روى مصدر من أسرة المتوفي، لموقع "نيوز رووم"، أن محمد ممدوح عوض الله، البالغ 19 عامًا، من قرية حصة الرهبان التابعة لمركز ديرب نجم، كان الابن الوحيد لوالديه على بنتين. شاب معروف بين أهالي قريته بخلقه الرفيع وسمعته الطيبة، يصفه الجميع بأنه "قمة في الأدب والجدعنة".
وأضاف المصدر في تصريحات خاصه له، أنه لم يكن محمد مجرد شاب عادي، بل كان حلمًا لوالديه، إذ كان يستعد للزواج بعد أن خطب منذ شهرين، وبدأ بالفعل تجهيز شقته وهو في قمة فرحته بما ينتظره من مستقبل جديد.
لحظة الغدر
وبين المصدر، أن المأساة وقعت حين نزل محمد لقضاء واجب عزاء لأحد أهالي قريته، وبينما كان عائدًا إلى منزله مرتديًا جلبابه الأبيض، صادف مشاجرة نشبت بين مجموعة من الشباب على هامش أحد الأفراح في القرية. وبحكم تربيته على الأخلاق والأصول، لم يستطع أن يقف متفرجًا، بل حاول التدخل لفض النزاع.
لكن القدر كان له كلمة أخرى، إذ باغته أحد المشاركين في المشاجرة، ويدعى عبد النبي وائل، 19 عامًا من قرية شبرا الصورة التابعة لمركز ديرب نجم، بطعنة نافذة بـ"مطواة"، أصابته في شريان رئيسي بعمق 3.5 سم، لتسقطه أرضًا غارقًا في دمائه.
كلمات أخيرة تفضح القاتل
بحسب شهود العيان تحدث مع أهله، فإن محمد وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أشار بيده إلى القاتل، قائلاً: "هو ده اللي ضربني.. وقولوا لأبويا إني مكنتش بتخانق".
كلمات موجعة خرجت من شاب على أعتاب الحياة، أراد أن يبرئ نفسه أمام والديه، كي لا يظنوا أنه دخل في شجار أو خذل تربيتهم.
من الفرح إلى العزاء
أهل القرية بأكملها أصيبوا بصدمة كبيرة، إذ فقدوا شابًا كان بمثابة الابن لكل بيت، فيما وُصفت جنازته بأنها "شهادة حية على محبته" حيث خرج المئات يودعونه بقلوب مكلومة.
القاتل.. سمعة سيئة واستعراض للسلاح
المتهم "عبد النبي وائل" لم يكن مجهولًا للأهالي، فقد عُرف بتهوره ومشاغباته الدائمة، واستعراضه المستمر للأسلحة البيضاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في صورة عكست تمرده وخطورته على محيطه.
الأهالي أكدوا أن أسرة المتهم نفسها كانت تعترف بمشكلاته الكثيرة، وأنه دائم التورط في أزمات، لكن لم يتوقع أحد أن تصل به الحال إلى ارتكاب جريمة قتل تزهق روح بريئة.
اشبتاك سابق
أحد تفاصيل القصة المؤلمة أن أهالي القرية كانوا قد حذروا أصحاب الفرح مرارًا بعد مشكلة وقعت أثناء حفل "الشبكة"، ونصحوهم بعدم إقامة "الحنة" خوفًا من تجدد الاشتباكات. لكنهم رفضوا وأصروا على إقامتها، لينتهي المشهد بمأساة كبرى راحت ضحيتها حياة شاب بريء.
جهود الأمن وضبط المتهم
على الفور، كثفت الأجهزة الأمنية بمركز ديرب نجم بقيادة الرائد رمزي أبو زيد رئيس المباحث، جهودها وتمكنت من ضبط الجاني واقتياده إلى التحقيق. وبحسب مصادر أمنية، اعترفت أسرة المتهم بمكان وجوده، وأقرت بسلوكه المشاغب.
مطالب بالقصاص
تحدث مصدر من أسرة محمد المكلومة لموقع "نيوز رووم"، أنهم يطالبوا اليوم ومعهما الأهالي جميعًا، بالقصاص العادل من القاتل، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعبث بأرواح الأبرياء.