عاجل

هل قول "احنا زارنا النبي" عند استقبال الضيوف حرام؟

احنا زارنا النبي
احنا زارنا النبي

أكدت دار الإفتاء المصرية أن ما اعتاده بعض المصريين من قولهم عند قدوم الضيف: (احنا زارنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم) هو من العادات المستحسنة التي لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، ولا تُعد مخالفة شرعية كما يظن البعض.

وأوضحت الإفتاء، في فتوى رسمية نُشرت عبر منصاتها، أن المقصود من هذا التعبير هو التفاؤل والبركة بقدوم الضيف، والتعبير عن الفرح بمجيئه، وكأن زيارته تحمل الخير والسرور كزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المقصود المعنى الحرفي.

هل قول “احنا زارنا النبي” حرام؟

وقالت الدار إن هذا التعبير يُعد من قبيل المجاز اللغوي المعتمد على العُرف، وهو أسلوب مشروع في الشريعة الإسلامية طالما أنه لا يتضمن ما يُخالف العقيدة. وأضافت أن الشرع الشريف راعى أعراف الناس في ألفاظهم وتعبيراتهم، وأقر ما كان منها حسنًا ولم يتعارض مع النصوص.

واستشهدت الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُسْلِمِ» (رواه الطبراني)، مؤكدة أن هذه العبارة تأتي ضمن هذا السياق من إدخال السرور على الضيف وجبر خاطره.

إكرام الضيف ورفع المعنويات

وأشارت الفتوى إلى أن إكرام الضيف من سنن المرسلين، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (رواه البخاري ومسلم)، وأن من وسائل هذا الإكرام ما يدخل في نطاق التعبير الجميل والكلمات الرقيقة، مثل قول: "احنا زارنا النبي".

اللغة والعرف في الميزان الشرعي

كما أوضحت دار الإفتاء أن العرف اللفظي مقدم على المعنى اللغوي الظاهر، إذا كان المتبادر إلى الذهن من اللفظ في عرف الناس مختلفًا عن معناه اللغوي، وهو ما يقره جمهور العلماء. واستشهدت بكلام الإمام السرخسي: "الثابت بدلالة العرف كالثابت بدلالة النص".

وفي الختام، شددت الدار على أن من الواجب حمل كلام المسلم على أحسن المحامل، طالما لا توجد قرينة توضح خلاف ذلك، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك شرًّا وأنت تجد لها في الخير محملًا".

مناسبة المولد النبوي تفتح باب التذكير بالحب النبوي

وفي سياق اقتراب المولد النبوي الشريف، ربطت دار الإفتاء بين هذه المناسبة المباركة وكثرة تعبير الناس عن شوقهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، موضحة أن مثل هذه العبارات تُظهر تعلق المسلمين بنبيهم الكريم، وتُعد وسيلة محمودة لتجديد الحب في القلوب، لا سيما في مواسم الخير والبركة كالمولد النبوي.

تم نسخ الرابط