هدايا من خيوط الحب.. معلمة تصنع دمى طلابها وتحوّل الفصل إلى معرض مشاعر

في مشهد إنساني مؤثر، خطفت معلمة في المملكة المتحدة أنظار العالم بعد أن فاجأت طلابها الثلاثين بهدية غير تقليدية في نهاية العام الدراسي، تمثلت في دُمى مصنوعة يدويًا بالكروشيه، شبيهة بكل طالب منهم، ما أثار إعجاب الأهالي وتفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
دُمى مصغّرة لكل طالب
سارة شبير، معلمة الصف الثالث الابتدائي، قررت أن تصنع دمية كروشيه صغيرة تمثل كل طالب في فصلها، كهدية تذكارية لا تُنسى. قالت شبير في تصريح لمجلة "بيبول" الأمريكية: "اعتقدت أنه سيكون شيئًا فريدًا يحتفظون به للأبد. كما أنه كان تحديًا إبداعيًا أحببته للغاية".
ورغم أن المعلمة تمارس فن الكروشيه منذ خمس سنوات، إلا أن صناعة الدُمى كانت تجربة جديدة نسبيًا لها، ولم تصنع سوى دميتين فقط قبل أن تبدأ هذا المشروع الكبير الذي استغرق منها شهرين كاملين من العمل المتواصل.

بداية المشروع
بدأت شبير العمل على الدُمى في مايو، واستمرت في الحياكة ليلًا ونهارًا حتى أكملت الثلاثين دمية قبل انتهاء الفصل الدراسي في يوليو. تقول: "كانت عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة مجنونة، لكنني تمكنت من إنجاز كل شيء في الوقت المحدد".
التحديات لم تكن سهلة، خاصة في تنسيق ألوان البشرة وتسريحات الشعر. حيث أشارت إلى أن بعض التسريحات، خصوصًا الشعر المجعد، تطلبت منها البحث والتجريب للوصول إلى نتائج تشبه طلابها قدر الإمكان.

الحفاظ على السر
رغم الحماس الكبير، نجحت المعلمة في الحفاظ على سر المشروع حتى اللحظة الأخيرة. وقبل التوزيع، عرضت صورة جماعية للدمى أمام الطلاب، الذين لم يدركوا في البداية الشبه الكبير، حتى بدأوا بالتعرف على أنفسهم في النسخ المصغّرة.
تقول شبير: "حين وزعت عليهم الدمى، كانت سعادتهم لا تُوصف. بدأوا مباشرة في التقاط الصور والابتسام، وكان الأمر رائعًا".

دهشة أولياء الأمور
ورغم أن الطلاب كانوا الجمهور الأساسي، فإن التأثير امتد إلى أولياء الأمور الذين أبدوا اندهاشهم الشديد من هدية المعلمة المبتكرة.
تقول شبير: "أحد أولياء الأمور نشر صورة على تويتر، وسرعان ما انتشرت التغريدة على نطاق واسع، وتوالت ردود الفعل المذهلة".
تضيف: "رغم أنني لم ألتقِ بالكثير من الآباء قبل العطلة الصيفية، إلا أن من تحدثت إليهم كانوا ممتنين جدًا، وأعربوا عن إعجابهم الشديد بفكرة الهدية، خاصة أنها جاءت من معلمة تبذل جهدًا يوميًا كبيرًا أصلًا في التعليم".

توثيق الرحلة على إنستجرام وتيك توك
وثّقت شبير تفاصيل المشروع على حسابها في إنستغرام، حيث كتبت: "بعد أشهر من الكروشيه، اكتمل صفي! لقد صنعت لكل طفل نسخة مصغّرة منه ليأخذها إلى المنزل كهدية نهاية العام".
كما نشرت فيديو مؤثرًا على حسابها في تيك توك، أوضحت فيه تفاصيل المشروع وردود أفعال الطلاب وقد حصد الفيديو آلاف المشاهدات، وأثار إعجاب المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.

دُمى ليست مجرد ألعاب
رغم طلبات المتابعين لتكرار التجربة، أكدت شبير أنها لا تستطيع قبول الطلبات الخارجية بسبب ضيق الوقت، لكنها عبّرت عن سعادتها الغامرة بردود الفعل.
تقول: "الاهتمام كان مذهلًا، والناس كانوا لطفاء جدًا، لكن ما يهمني حقًا هو العلاقة التي بنيتها مع طلابي هذا العام".
تضيف: "قضيت أوقاتًا رائعة معهم، رغم العدد الكبير، إلا أنهم كانوا أطفالًا مذهلين، وأردت أن أقدم لهم شيئًا يُخلّد هذا العام الذي عشنا فيه لحظات رائعة من التعلم والمتعة".
مشاريع مماثلة في المستقبل؟
عند سؤالها إن كانت ستُكرر التجربة، أجابت: "أتمنى ذلك، لكن الأمر يحتاج إلى وقت كبير، وهذا العام أُتيح لي وقت مناسب نسبيًا. لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من القيام بذلك مستقبلًا، لكنه احتمال وارد".
كما عبّرت عن رغبتها في دمج الحرف اليدوية مثل الكروشيه في دروسها التعليمية، حيث قضت هذا العام تُعلم طلابها كيفية الحياكة أيضًا، وتقول: "كان من الرائع مشاهدتهم يصنعون أشياءهم بأنفسهم".
رسالة مُلهمة: استغلّ مهارتك وابدأ مبكرًا
شبير وجهت نصيحة مهمة للمعلمين والآباء الذين يفكرون في تنفيذ مشاريع مشابهة. تقول: "ابدأوا بالتخطيط مبكرًا، واستغلوا وقتكم بحكمة. حتى لو بدأتِ في ديسمبر أو يناير، لا بأس الأهم أن تجعلي الهدية شخصية وتعبر عن علاقة خاصة مع الأطفال".
بالنسبة لها، كانت مهارة الكروشيه وسيلة للتعبير عن حبها لطلابها، وتحويل ذكرياتهم إلى تذكار ملموس، سيبقَى محفوظًا معهم ومعها مدى الحياة.