عاجل

أيمن الرقب: الدور المصري تاريخي في دعم القضية الفلسطينية|فيديو

أيمن الرقب
أيمن الرقب

في إطار الجدل السياسي المتصاعد حول مستقبل القضية الفلسطينية، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات وزير الخارجية المصري جاءت واضحة وصريحة، تحمل في طياتها رسالة قوية بأن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.


وقال الدكتور أيمن الرقب، خلال مداخلة هاتفية علي فضائية" TEN"، إن هذا الموقف لم يكن وليد اللحظة، بل امتدادًا لسياسة مصرية راسخة منذ عقود، ترى أن استقرار المنطقة يبدأ من حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأشار الي أن تصريحات وزير الخارجية جاءت لتقطع الطريق على أي محاولات دولية أو إقليمية تستهدف فرض حلول منقوصة أو ترتيبات مؤقتة، لا تحقق الطموحات الفلسطينية في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد الرقب أن مصر كانت وما زالت حجر الزاوية في دعم الحقوق الفلسطينية، حيث لم تتخل القاهرة يومًا عن موقفها الداعم للشرعية الدولية ورفضها القاطع لأي خطوات تهدف إلى فرض الأمر الواقع من خلال سياسات التهجير أو تغيير معالم الجغرافيا والسيادة.

الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

ولفت الي أن منذ اندلاع الصراع العربي – الإسرائيلي، احتلت القضية الفلسطينية مكانة مركزية في السياسة الخارجية المصرية فقد شاركت مصر في جميع المفاوضات والقمم الدولية والإقليمية، وكانت دائمًا صوتًا داعمًا للفلسطينيين، مدافعة عن حقهم في تقرير المصير.

وأكد الدكتور أيمن الرقب أن الموقف المصري الأخير ليس استثناءً، بل امتداد طبيعي لتاريخ طويل من النضال السياسي والدبلوماسي فقد رفضت القاهرة منذ البداية خطط التهجير أو ما يعرف بـ "الوطن البديل"، وتمسكت بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة أن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا من خلال حل شامل وعادل.

واردف أن مصر لعبت دور الوسيط الأساسي في اتفاقيات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مستندة إلى رصيدها التاريخي وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، ما جعلها قادرة على إدارة مفاوضات معقدة في أحلك الظروف.

رسائل القاهرة إلى المجتمع الدولي

وشدد علي أن تصريحات وزير الخارجية المصري تحمل رسائل متعددة؛ أولها موجه إلى المجتمع الدولي بضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وعدم السماح بتجاوزها تحت أي ذرائع سياسية أو أمنية، والرسالة الثانية موجهة إلى إسرائيل بضرورة الكف عن سياسات فرض الأمر الواقع، سواء عبر التوسع الاستيطاني أو عبر محاولات تهجير الفلسطينيين، أما الرسالة الثالثة فهي إلى الفصائل الفلسطينية نفسها، حيث تدعو القاهرة دائمًا إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدة أن الانقسام الفلسطيني يشكل أكبر ثغرة يمكن أن تنفذ منها محاولات تصفية القضية.

وأشار الدكتور الرقب إلى أن الموقف المصري يعكس إدراكًا عميقًا بخطورة المرحلة الراهنة، خاصة مع تنامي الضغوط الدولية والإقليمية لإعادة ترتيب أولويات المنطقة بعيدًا عن استحقاقات القضية الفلسطينية.

ويضيف الرقب أن موقف مصر ليس مجرد سياسة ظرفية، بل هو التزام قومي وأمني، إذ تدرك القاهرة أن أي حل غير عادل سيقود إلى مزيد من الفوضى في المنطقة، ما ينعكس مباشرة على الأمن القومي المصري.

التحديات أمام الموقف المصري

ولفت الي أنه عي الرغم من وضوح الموقف المصري، إلا أن القاهرة تواجه تحديات كبرى، أبرزها الضغوط الدولية من قوى تسعى إلى فرض حلول مؤقتة بحجة "تخفيف التوتر" كذلك، هناك محاولات مستمرة من جانب إسرائيل لفرض الأمر الواقع عبر الاستيطان وتهويد القدس.

وأوضح أن الانقسام الفلسطيني يمثل عائقًا رئيسيًا أمام الجهود المصرية، حيث تحاول القاهرة دائمًا تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس وبقية الفصائل، لكنها تصطدم بخلافات داخلية متجذرة، متابعاً، أن الموقف المصري يظل ثابتًا، قائمًا على مبدأ أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يشكل جوهر أي مفاوضات مستقبلية.

قراءة سياسية لمستقبل القضية

ويري أن تصريحات وزير الخارجية المصري تمثل نقطة ارتكاز مهمة لرسم ملامح المرحلة المقبلة. فمصر، بما تمتلكه من ثقل دبلوماسي، ستبقى لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه، وأن التحولات الجارية في المنطقة قد تحمل فرصًا وتحديات في الوقت ذاته، لكن القاهرة حريصة على ألا تكون هذه التحولات على حساب الحقوق الفلسطينية، ولهذا ستظل مصر تنادي بتفعيل حل الدولتين كخيار وحيد مقبول دوليًا وإقليميًا.

كما يشير الرقب إلى أن أي محاولات للالتفاف على هذا الحل لن تجد طريقها إلى النجاح، طالما بقيت مصر متمسكة بثوابتها الوطنية والقومية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

 

تم نسخ الرابط