جميل عفيفي: الإمارات ومصر شريكان في مواجهة التحديات الإقليمية|فيديو

تُعد العلاقات المصرية الإماراتية واحدة من أقوى وأعمق العلاقات الثنائية في المنطقة العربية، حيث تميزت منذ عقود بالثبات والاستقرار، إلى جانب قدرتها على مواكبة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي هذا الشأن وقد أكد الكاتب الصحفي جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن هذه العلاقات تمثل نموذجًا فريدًا للتعاون العربي المشترك، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما أيضًا على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والإعلامية.
وقال عفيفي إن الروابط بين القاهرة وأبوظبي تستند إلى أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة لمستقبل الأمة العربية، مما جعلها علاقة استثنائية في محيط يشهد تغيرات متسارعة.
العلاقات المصرية الإماراتية تاريخ ممتد وشراكة استراتيجية
أوضح عفيفي أن العلاقات المصرية الإماراتية لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى مرحلة التأسيس منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان داعمًا قويًا لمصر في مختلف المواقف، وقد ترسخت هذه العلاقات أكثر مع تطور الأحداث في المنطقة، لتصبح القاهرة وأبوظبي بمثابة جناحين رئيسيين للعمل العربي المشترك.
وأشار إلى أن الإمارات دائمًا ما كانت سندًا لمصر في أوقات الأزمات، سواء من خلال الدعم الاقتصادي المباشر أو عبر التعاون الاستثماري، بينما لعبت القاهرة دورًا محوريًا في دعم قضايا الإمارات العربية في المحافل الدولية.
رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة العربية
أكد مدير تحرير الأهرام أن ما يميز العلاقات المصرية الإماراتية هو التوافق في الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية، حيث تتبنى الدولتان مواقف متقاربة إزاء الصراعات في الشرق الأوسط، وأبرزها الملف الفلسطيني، وأهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي.
كما لفت إلى أن القاهرة وأبوظبي تعملان باستمرار على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، عبر تبادل الخبرات الأمنية والعسكرية، ما جعل العلاقة بين البلدين تتجاوز حدود التعاون التقليدي إلى شراكة استراتيجية متكاملة.
الاقتصاد والاستثمار.. محرك العلاقات الحديثة
ولفت الي أن العلاقات المصرية الإماراتية شهدت طفرة كبيرة في مجالات الاستثمار والاقتصاد خلال السنوات الأخيرة، لافتا الي أن الإمارات تُعد من أكبر المستثمرين العرب في مصر، حيث تنفذ شركاتها مشروعات عملاقة في مجالات البنية التحتية والطاقة والعقارات.
وأضاف أن هذا التعاون الاستثماري لا يخدم فقط مصالح البلدين، وإنما يسهم في خلق فرص عمل للشباب المصري، وتعزيز مكانة الإمارات كشريك رئيسي في خطط التنمية الاقتصادية المصرية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
تعاون إعلامي وثقافي يواكب التحولات
وأشار جميل عفيفي إلى أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في دعم العلاقات بين القاهرة وأبوظبي، حيث يشهد تعاونًا وثيقًا في تغطية القضايا العربية والدفاع عن قضايا الأمن القومي. كما أن هناك مشروعات ثقافية مشتركة تعكس وحدة المصير والهوية العربية.
ولفت إلى أن الإعلام المصري والإماراتي يسعيان إلى مواجهة حملات التضليل والأخبار الزائفة، عبر تقديم محتوى مهني يعزز من وعي المواطن العربي ويدعم الاستقرار في المنطقة.
العلاقات الشعبية رابط أخوي يعزز الوحدة
وأكد عفيفي أن هناك روابط إنسانية واجتماعية قوية بين الشعبين، إذ يعيش في الإمارات جالية مصرية كبيرة تعد جسرًا للتواصل الدائم بين البلدين، لافتا الي أن هذه الروابط الشعبية تسهم في تعزيز التفاهم المتبادل، وتخلق أرضية خصبة لاستمرار العلاقات على المدى الطويل، وهو ما يجعلها علاقات تتجاوز الإطار الرسمي لتصل إلى وجدان الشعبين.
المستقبل المشترك نحو آفاق جديدة
واختتم مدير تحرير الأهرام حديثه بالتأكيد على أن العلاقات المصرية الإماراتية ستظل نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي، نظرًا لصلابتها وقدرتها على مواجهة التحديات، مشددًا على أن القاهرة وأبوظبي ماضيتان نحو بناء مستقبل مشترك يعزز التنمية والاستقرار.
وأشار إلى أن التجارب أثبتت أن التعاون بين الدول العربية ليس مستحيلاً، بل يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة، وهو ما تجسد في تجربة العلاقات المصرية الإماراتية التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك.