صلاح عبدالعاطي يؤكد أن نتنياهو يطيل حرب غزة لضمان بقائه بالسلطة |فيديو

أكد الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يصر على إطالة أمد الحرب، ليس من أجل أهداف عسكرية أو سياسية بحتة، وإنما لضمان بقائه على رأس السلطة في إسرائيل لأطول فترة ممكنة.
نتنياهو والسلطة
وأوضح صلاح عبدالعاطي، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "إكسترا نيوز"، أن استمرار الحرب في غزة أصبح الخيار الاستراتيجي الوحيد لنتنياهو لضمان البقاء في الحكم، رغم المعارضة الواسعة داخل الأوساط العسكرية والسياسية وحتى الشعبية داخل إسرائيل، فالكثير من الجنرالات والمحللين، إلى جانب قطاعات واسعة من الشارع الإسرائيلي، يرون أن استمرار العمليات العسكرية يهدد الأمن الداخلي ويعمّق عزلة إسرائيل الدولية.
وأضاف أن نتنياهو يرفض الدخول في أي مفاوضات جدية لوقف إطلاق النار، لأنه يعتبر أن التهدئة ستؤدي إلى تآكل شعبيته وفتح الطريق أمام خصومه السياسيين للمطالبة بمحاكمته على ملفات الفساد، أو تحميله مسؤولية الفشل الأمني والعسكري في إدارة الحرب، ولذلك، فإن الإبقاء على التصعيد العسكري يمثل بالنسبة له "طوق نجاة سياسي" يحتمي به من سقوط وشيك.
حرب إبادة ضد الفلسطينيين
ولفت "عبدالعاطي" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتردد في استخدام سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال تكثيف القصف الجوي والمدفعي على المخيمات المزدحمة بالسكان، وفرض حصار خانق على قطاع غزة عبر السيطرة على المعابر البرية، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية، وهو ما جعل الوضع الإنساني في القطاع يدخل مرحلة كارثية، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت تهديد الجوع والمرض وفقدان الأمن.
وأشار إلى أن المدنيين في غزة يتحملون العبء الأكبر من هذه الحرب، إذ يتعرضون يومياً لفصول جديدة من القصف والتجويع والعزلة، قائًلا: "السياسات الإسرائيلية تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإرغامه على الخضوع عبر الإهلاك المتواصل، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحروب".
الدور المصري الفاعل
وفي المقابل، ثمّن ع صلاح عبدالعاطي الدور الكبير الذي لعبته مصر منذ اندلاع الحرب في غزة، مؤكداً أنها كانت ولا تزال خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية. فقد تحركت القاهرة دبلوماسياً للتأكيد على حقوق الفلسطينيين، وطالبت مراراً بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون قيود، كما نجحت مصر في وضع القضية الفلسطينية على أجندة العديد من الاجتماعات الدولية والإقليمية.
وأضاف أن الجهود المصرية لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل امتدت إلى الجانب الإنساني بشكل مباشر، حيث أرسلت القاهرة عشرات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
شهادة على موقف ثابت
كما أكد صلاح عبدالعاطي أنه خصصت المستشفيات المصرية في شمال سيناء وعدة محافظات أخرى لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، وتقديم الرعاية الصحية لهم بالمجان، في مشهد يجسد عمق التضامن الشعبي والرسمي المصري مع فلسطين.
وشدد على أن ما تقوم به مصر من تحركات سياسية وإغاثية يمثل رسالة واضحة للعالم، بأن القضية الفلسطينية ليست قضية محلية أو إقليمية فحسب، بل قضية إنسانية عادلة تتطلب تحركاً عاجلاً لوقف المجازر بحق المدنيين.
المجتمع الدولي مطالب بالتحرك
واردف "عبدالعاطي" أن مصر كانت ولا تزال تقف بجانب الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف، وهو ما يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني.
وفي ختام تصريحاته، دعا عبدالعاطي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، بل التحرك الفعلي لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل يومياً في غزة.

تحمل مسؤولياته القانونية
وطالب صلاح عبدالعاطي بفرض عقوبات دولية على حكومة الاحتلال، وإحالة قادتها إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.