زاهر الوحيدي: الاحتلال يستهدف البنية الصحية في غزة ويهدد بانهيار شامل

حذر الدكتور زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية، من أن القطاع يواجه كارثة إنسانية وصحية وشيكة، مشيرًا إلى أن الاعتداء الأخير على مجمع ناصر الطبي الذي أسفر عن استشهاد 19 شخصًا بينهم أربعة من الكوادر الطبية، يعد شاهدًا جديدًا على سياسة الاحتلال الهادفة إلى تدمير البنية الصحية واستهداف المدنيين بشكل مباشر.
حصيلة دامية وواقع مأساوي
وأكد زاهر الوحيدي، خلال مداخلة عبر شاشة القاهرة الإخبارية، أن الحصيلة الكارثية للحرب تجاوزت 62 ألف شهيد، من بينهم أكثر من 19 ألف طفل و4500 من كبار السن، وهو ما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، فضًلا عن أن الحرب لم تقتصر على الأرواح فحسب، بل أدت إلى تهجير أكثر من مليون مواطن داخل مدينة غزة، ما ضاعف الضغط على المستشفيات القليلة العاملة والتي تعمل في ظروف شبه مستحيلة.
وأشار إلى أن القدرة الاستيعابية لمستشفيي الشفاء والأهلي في مدينة غزة لا تتجاوز 290 سريرًا، في حين أن نسبة الإشغال تخطت حاجز 300%، ما يعني أن كل سرير يستوعب أكثر من ثلاثة مرضى، في ظل عجز تام عن استقبال الحالات الطارئة والمتزايدة يومًا بعد يوم.
تهديد بإبادة صحية جماعية
وحذر "الوحيدي" من أن أي محاولة إسرائيلية لإخلاء مدينة غزة أو اقتحامها ستؤدي إلى كارثة صحية تهدد حياة مئات الآلاف من المرضى والمصابين، خصوصًا أن البنية التحتية للمستشفيات تتعرض لتدمير ممنهج، مبينًا أنه لم يعد هناك بدائل في الجنوب سوى مستشفى ناصر وعدد محدود من المرافق الطبية الميدانية التي لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وأوضح أن الاستهداف المتكرر للمستشفيات وسيارات الإسعاف يهدف إلى شل قدرة القطاع الطبي على إنقاذ الأرواح، وتحويل المرضى والجرحى إلى ضحايا حتميين، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
وطالب زاهر الوحيدي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ الوضع، منتقدًا الاكتفاء ببيانات "إنسانية" لا تترجم إلى أفعال على أرض الواقع، مؤكدًا أن الحاجة باتت ملحة لفتح المعابر بشكل عاجل لإدخال الأدوية والمعدات الطبية والغذاء، مشيرًا إلى أن استمرار إغلاق المعابر يعني تسارع الانهيار الصحي وزيادة أعداد الضحايا.
كما شدد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان وحماية المؤسسات الصحية، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يفاقم من معاناة المدنيين ويضع ملايين الأرواح في دائرة الخطر.
مجاعة وأرقام صادمة
وأوضح "الوحيدي" أن المجاعة وصلت إلى مستويات خطيرة في قطاع غزة، حيث توفي أكثر من 300 شخص بسبب سوء التغذية، بينهم 117 طفلًا، نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء، موضحًا أن استمرار الوضع الراهن يعني دخول المنظومة الصحية مرحلة الانهيار التام، وهو ما سيؤدي إلى فقدان القدرة على تقديم أبسط أشكال الرعاية الصحية للمرضى والجرحى.
وأكد زاهر الوحيدي أن كل دقيقة تأخير في التدخل الدولي تمثل مزيدًا من الأرواح المهدرة، وأن إنقاذ القطاع الصحي يتطلب تحركًا فوريًا، لا سيما أن الأوضاع الميدانية تنذر بانفجار إنساني شامل قد يمتد أثره إلى المنطقة بأكملها.

المنظومة على شفا الانهيار
وختم زاهر الوحيدي حديثه بالقول إن القطاع الصحي الفلسطيني لم يعد قادرًا على الصمود أكثر في ظل الاستهداف المتكرر ونقص الموارد، موضحًا أن المنظومة الصحية في غزة تقف على شفا الانهيار التام.
وشدد زاهر الوحيدي على أن الحل الوحيد يتمثل في وقف العدوان وفتح المعابر وتأمين الاحتياجات الأساسية، محذرًا من أن استمرار الوضع يعني موتًا جماعيًا صامتًا يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.