حكم اللطم على الوجه عند المصائب.. أمين الفتوى يوضح

أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مسألة حكم اللطم على الوجه عند المصائب من القضايا التي تتكرر معاناة بعض الناس منها، خصوصًا النساء اللواتي اعتدن القيام بهذه العادة عند وقوع المشكلات أو المصائب، مؤكدًا أن الشرع الحنيف حرم هذا الفعل بشكل قاطع.
حكم اللطم على الوجه عند المصائب في الإسلام
أكد الشيخ محمد كمال أن اللطم على الوجه أمر غير جائز شرعًا، بل هو من المحرمات التي ورد النهي الصريح عنها في السنة النبوية المطهرة، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن مثل هذه الأفعال؛ لأنها لا تعبر عن الصبر ولا عن التسليم بقضاء الله وقدره، وإنما تعكس اعتراضًا وانفعالًا غير محمود.
وأضاف أن المسلم مأمور بالصبر عند الشدائد، والرضا بقضاء الله، والدعاء بالصبر والسكينة، بدلًا من الانجرار وراء هذه العادات السلبية التي لا تجلب إلا الهم والحزن، فضلًا عن كونها تُوقع صاحبها في الإثم.
اللطم عند الغضب
وخلال لقائه مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أشار أمين الفتوى إلى أن الدافع الأكبر وراء هذه الأفعال هو الغضب. فقد بيَّن أن الإنسان حين يفقد السيطرة على انفعالاته قد يلجأ إلى ردود أفعال غير منضبطة، مثل اللطم على الوجه أو شق الجيوب أو الصراخ، وكلها عادات منهي عنها في الإسلام.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدَّم علاجًا ناجعًا لهذه المشكلة، حينما جاءه رجل يسأله النصيحة، فقال له الرسول الكريم ثلاث مرات: "لا تغضب". وهذه الوصية تختصر العلاج الحقيقي لهذه التصرفات؛ فالتحكم في الغضب هو مفتاح النجاة من الوقوع في المعاصي ومن بينها عادة اللطم على الوجه.

البدائل الشرعية للتعبير عن الحزن
وشدد الشيخ محمد كمال على أن الإسلام لم يمنع الإنسان من التعبير عن حزنه أو آلامه، لكنه وضع لذلك ضوابط واضحة؛ فالدموع جائزة، والتأثر مشروع، والدعاء إلى الله تعالى بالفرج والصبر أمر مستحب، لكن تجاوز ذلك إلى اللطم أو الاعتراض يعد خروجًا عن نهج الإسلام.
وأوضح أن المؤمن الحق يستشعر في قلبه قوله تعالى:
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-156].
خلصت فتوى الشيخ محمد كمال إلى أن حكم اللطم على الوجه عند المصائب هو التحريم شرعًا، وعلى المسلم أن يجاهد نفسه في ضبط انفعالاته، وأن يستبدل الغضب بالصبر، والجزع بالدعاء، وأن يوقن أن ما عند الله خير وأبقى. فالتحكم في النفس وقت البلاء علامة قوة الإيمان، والاعتراض على قضاء الله لا يغير من قدره شيئًا.
وبذلك، يتضح أن الإسلام دعا إلى التماسك عند الشدائد، واعتبر أن الصبر والرضا هما الطريق الأمثل للتعامل مع الابتلاءات، بعيدًا عن العادات الموروثة التي لا تجوز شرعًا مثل اللطم على الوجه عند المصائب.