حسام بدراوي: 30 يونيو أعظم دليل على حضارة الشعب المصري|فيديو

في حديث وطني عميق، أكد الدكتور حسام بدراوي، المفكر والسياسي البارز، أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسي عابر في تاريخ مصر الحديث، بل كانت تعبيرًا حضاريًا عميقًا عن إرادة المصريين ووعيهم الجمعي بالحفاظ على هويتهم الوطنية واستقرار دولتهم. وأوضح أن ما شهده العالم في ذلك اليوم التاريخي يمثل مشهدًا استثنائيًا يُدرّس للأجيال القادمة بوصفه نموذجًا للإرادة الشعبية التي تنتصر على أي محاولات لاختطاف الدولة أو العبث بمقدراتها.
الوعي الشعبي ودوره في حماية الدولة
وأشار بدراوي إلى أن جوهر 30 يونيو يكمن في خروج الملايين من المصريين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية إلى الميادين والشوارع من أجل الدفاع عن مصر، دون أي دعوة حزبية أو إملاءات خارجية. هذا الحراك الجماهيري، بحسب وصفه، جسّد أرقى صور الديمقراطية الشعبية، حيث كان الشعب هو صاحب القرار وصانع المشهد، وهو الذي رسم مستقبل بلاده بيديه.
وأضاف أن التاريخ المصري أثبت على مر العصور أن الشعب لديه قدرة فريدة على تصحيح المسار في اللحظة الحاسمة، وهو ما حدث في تلك الثورة، إذ رفض المصريون محاولات تسييس الدين أو الزج به في الحكم، وأكدوا أن الهوية الوطنية أكبر من أي أيديولوجيا أو تيار سياسي.
ثورة 30 يونيو حضارة تتجدد
ويرى المفكر السياسي أن الحدث لم يكن مجرد ثورة لإسقاط حكم أو تغيير قيادة سياسية، وإنما كان إعلانًا جديدًا عن حيوية الحضارة المصرية وقدرتها على التجدد في مواجهة التحديات. فمصر، التي تمتد جذورها آلاف السنين، عرفت دائمًا كيف تصون كيانها من الانقسام وتعيد بناء نفسها عند المنعطفات التاريخية.
وأوضح أن خروج الشعب المصري بالملايين في مشهد سلمي منظم أمام أعين العالم أعطى رسالة واضحة بأن هذه الأمة لا يمكن أن تُكسر، وأنها قادرة على حماية استقلال قرارها الوطني. مضيفًا أن قوة المشهد الشعبي فاقت أي تدخلات سياسية أو إعلامية، وأثبتت أن إرادة المصريين هي الكلمة العليا.
رسالة للعالم حول الديمقراطية المصرية
وأكد بدراوي أن ما حدث في 30 يونيو لم يكن فقط حدثًا داخليًا يخص المصريين، بل كان رسالة حضارية للعالم أجمع حول مفهوم الديمقراطية في السياق المصري، فالديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع، وإنما منظومة شاملة تستند إلى الشرعية الشعبية والقدرة على تصحيح المسار حين ينحرف.
وأشار إلى أن هذه الثورة بعثت برسالة قوية للمجتمع الدولي مفادها أن المصريين وحدهم هم أصحاب القرار بشأن مستقبلهم، وأن الدولة المصرية محصنة بوعي أبنائها، ولا يمكن السماح لأي قوة داخلية أو خارجية بفرض وصايتها عليها.
المستقبل واستثمار الدرس التاريخي
وختم المفكر السياسي حديثه بالتأكيد على أن ثورة 30 يونيو ستظل درسًا خالدًا للأجيال الجديدة في معنى الوطنية وحماية الهوية المصرية. وشدد على أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في استثمار هذا الدرس التاريخي من خلال تعزيز قيم المشاركة السياسية، وتمكين الشباب، والاستمرار في بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات.
وأضاف أن مصر أمامها فرصة كبيرة لاستكمال مسيرة التنمية والإصلاح بفضل وحدة شعبها ووعي قيادتها، مؤكدًا أن ما تحقق في 30 يونيو كان نقطة تحول فارقة يجب أن تُترجم إلى مشروع وطني شامل لبناء المستقبل.