حسام بدراوي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وأوضحت موقفها لشخصيات أمريكية بارزة

في حديث مهم أثار جدلاً واسعًا حول مستقبل القضية الفلسطينية والموقف المصري الثابت تجاهها، انتقد المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي الطروحات الدولية التي تسعى إلى إيجاد حلول بديلة لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم التاريخية، مؤكداً أن هذه الرؤية ليست سوى محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وإلغاء حق العودة.
وقال خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، أن الموقف المصري ثابت وواضح منذ بداية القضية الفلسطينية، وهو رفض أي حلول بديلة تلتف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة، وأوضح أن مصر لا يمكن أن تكون طرفاً في أي ترتيبات تسعى لتذويب الهوية الفلسطينية أو تصفية قضيتهم مقابل إغراءات اقتصادية أو سياسية.
بدراوي: تهجير الفلسطينيين يعني إنهاء القضية من جذورها
أكد الدكتور حسام بدراوي
وأشار إلى أن العروض التي تلقتها مصر خلال السنوات الماضية كانت تسعى إلى تصوير الأمر باعتباره "فرصة" للتخفيف من عبء الديون الخارجية، لكنها في الواقع مجرد محاولة لفرض توطين الفلسطينيين وإلغاء جوهر القضية، وهنا شدد بدراوي على أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم لا يمثل حلاً، بل يعني عملياً إنهاء القضية من جذورها وتحويلها إلى ملف من الماضي.
الفرق بين اللاجئين السوريين والفلسطينيين
وفي سياق حديثه، أوضح بدراوي أن البعض حاول المقارنة بين استقبال مصر للاجئين السوريين وبين فكرة استيعاب الفلسطينيين، وهو ما اعتبره مقارنة غير منطقية، فالسوريون، بحسب قوله، قدموا إلى مصر في ظروف استثنائية مؤقتة نتيجة الحرب التي اندلعت في بلادهم، ومن الطبيعي أن يعودوا إلى وطنهم مع انتهاء الأزمة، بينما الوضع الفلسطيني مختلف تماماً، إذ أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يمثل قراراً دائماً ينهي قضيتهم ويفقدهم حق العودة، وهذا ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
وأكد أن مصر حين فتحت أبوابها أمام السوريين كانت تتحرك بدافع إنساني وأخوي، مع قناعة بأن هذا الوجود مؤقت، بينما توطين الفلسطينيين يمثل محاولة لتغيير التركيبة الديموغرافية والسياسية للمنطقة وإلغاء القضية الفلسطينية نهائياً.
المشهد الدولي وانتقادات لترامب في تعامله مع القادة
ولم يقتصر حديث الدكتور حسام بدراوي على الملف الفلسطيني فحسب، بل تطرق أيضاً إلى المشهد الدولي وطريقة تعامل بعض القادة مع الأزمات العالمية، حيث أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثار قلقاً واسعاً في الأوساط السياسية داخل الولايات المتحدة نفسها، سواء بين الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وأوضح بدراوي أن أسلوب ترامب الحاد والساخر في التعامل مع القادة الدوليين خلق حالة من التوتر والحرج، إذ أنه أهان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأحرج ملك الأردن، بل وأجبر قادة من أوروبا على الانتظار خارج مكتبه في مشهد وصفه بأنه "غير مسبوق" في تاريخ العلاقات الدبلوماسية.
واعتبر بدراوي أن هذه الممارسات تعكس خللاً في فهم قواعد السياسة الدولية وأسس احترام العلاقات بين الدول، مشيراً إلى أن العالم يواجه تحديات كبرى تتطلب التعاون والشراكة بدلاً من الاستعلاء والإهانة.
مصر ودورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
واختتم الدكتور حسام بدراوي حديثه بالتأكيد على أن مصر ستظل داعماً أساسياً للقضية الفلسطينية، وأنها لن تقبل تحت أي ظرف أن تكون جزءاً من مخططات تهدف إلى تصفية القضية أو التلاعب بحقوق الشعب الفلسطيني، وشدد على أن القاهرة كانت وما زالت الحاضن الرئيسي للملف الفلسطيني، والوسيط الذي يحافظ على وحدة الصف الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره.
وأكد أن أي محاولات لطرح حلول اقتصادية على حساب الهوية الفلسطينية مرفوضة تماماً، وأن الحل الحقيقي والعادل يكمن في تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.