عاجل

ناجٍ من مأساة أبو تلات: «أهم حاجة الفلوس.. والأكاديمية وهمية»

 هاني راشد أحد الناجين
هاني راشد أحد الناجين من حادث شاطئ أبو تلات

في واحدة من أكثر الحلقات المؤثرة التي عرضها برنامج "تفاصيل" مع الإعلامية نهال طايل عبر شاشة قناة صدى البلد، خرج "هاني" أحد الناجين من كارثة غرق شاطئ  أبو تلات ليروي تفاصيل صادمة عن معاناته داخل  أكاديمية وصفها بـ"الوهمية"، حيث لم يكن الهدف منها   سوى تحصيل الأموال من الطلاب وأولياء أمورهم دون أي محتوى تعليمي حقيقي أو التزام أكاديمي.


الحادثة التي هزّت الرأي العام لم تكن مجرد مأساة غرق، بل كشفت كذلك عن ملفات أكبر تتعلق بغياب الرقابة على الكيانات التعليمية غير المعتمدة، واستغلال الشباب الباحثين عن فرصة للدراسة والعمل.

 

أكاديمية بلا كتب.. والمال هو الهدف الأول

بدأ "هاني" حديثه بكلمات تعكس مرارة التجربة قائلاً: "أهم حاجة تديهم فلوس.. ومستلمناش كتب ولا شفنا أي التزام بتعليم حقيقي"، مشيرًا إلى أن الأكاديمية كانت تركز على فرض رسوم دراسية مرتفعة دون تقديم أي خدمات توازي تلك الأموال.


وأوضح أن الطلاب كانوا يتفاجأون كل عام بزيادة الرسوم أو فرض مصروفات إضافية تحت مسميات مختلفة، بينما يظل غياب الكتب الدراسية والمناهج الواضحة هو السمة الأبرز ،وأضاف: "كنا مجرد أرقام في دفاترهم، يدفع كل طالب ما يطلبونه، ولا أحد يسأل عن مستقبله".

 

رحلة معاناة انتهت بمأساة غرق أبو تلات

أشار "هاني" إلى أن المشهد المأساوي في شاطئ أبو تلات لم يكن مجرد حادث عرضي، بل نتيجة سلسلة من الإهمال وغياب المسؤولية، سواء من جانب الأكاديمية أو المشرفين القائمين عليها. فقد خرج الطلاب في رحلة يُفترض أنها تعليمية أو ترفيهية منظمة، لكن الإهمال حولها إلى فاجعة إنسانية.
وتابع قائلاً: "كنا في حاجة لوجود إشراف حقيقي ينقذنا، لكن المشرفين لم يقوموا بواجبهم، بعضهم رفض حتى التدخل لإنقاذ من غرق أمام أعينهم". وشدد على أن ما جرى كشف المستور أمام الجميع، وأظهر أن الأكاديمية لم تكن حريصة على أرواح طلابها، بقدر حرصها على جني الأموال.

صرخة للجهات المسؤولة.. لا بد من مواجهة الأكاديميات الوهمية

وجه "هاني" خلال لقائه مع الإعلامية نهال طايل رسالة قوية إلى المسؤولين، مطالبًا بضرورة التدخل العاجل لمواجهة ما وصفه بـ"مافيا الأكاديميات الوهمية"، التي تنتشر في مختلف المحافظات وتعمل بلا تراخيص واضحة، مستغلة طموح الشباب ورغبتهم في الحصول على شهادة تؤهلهم لسوق العمل.


وأكد أن هذه المؤسسات لا تقدم أي قيمة حقيقية، بل تضع آلاف الأسر أمام واقع مرير، حيث يكتشف الطلاب بعد سنوات من الدراسة أن شهاداتهم بلا اعتماد، وأن مستقبلهم مهدد بالضياع ،وأضاف: "المأساة التي حدثت في شاطئ أبو تلات قد تكون جرس إنذار قوي للدولة والمجتمع للتحرك قبل أن تتكرر الكارثة مع آخرين".

 

الإعلام يكشف الحقائق.. والرأي العام يترقب الحل

أشادت قطاعات واسعة من الجمهور بجرأة الإعلامية نهال طايل في فتح هذا الملف الشائك عبر برنامجها "تفاصيل"، خاصة أنها لم تكتفِ بعرض حادث الغرق من جانبه الإنساني فقط، بل ذهبت إلى جذور المشكلة، وكشفت من خلال شهادات الناجين عن وجود كيانات مشبوهة تعمل بلا رقابة.


وأصبح الرأي العام الآن يترقب الخطوات العملية من جانب الجهات الرسمية لإغلاق هذه الأكاديميات الوهمية، وإيجاد حلول بديلة للشباب تضمن لهم تعليمًا معتمدًا وبيئة آمنة، بعيدًا عن الاستغلال والإهمال.

 

حادث شاطئ أبو تلات لم يكن مجرد قصة مأساوية لفقدان أرواح بريئة، بل كان نافذة لكشف حجم الخطر الكامن في الأكاديميات غير المعتمدة، التي تعمل خارج نطاق القانون وتستغل طلابًا يبحثون عن مستقبل أفضل. شهادة "هاني" الناجي، كما عرضتها الإعلامية نهال طايل، تفتح الباب أمام نقاش واسع حول ضرورة وضع حد لهذه الكيانات، وحماية شباب مصر من الوقوع فريسة للوهم والاستنزاف.

تم نسخ الرابط