رحلة الفطير المشلتت من “الملتوت” الفرعوني إلى مائدة المصريين

يرتبط الفطير المشلتت بتاريخ طويل يعود إلى آلاف السنين، حيث كان يعرف في الحضارة الفرعونية باسم “الملتوت” أو “المطبق”، لأنه كان يصنع من عدة طبقات رقيقة متراكبة فوق بعضها وقد اعتبره المصريون القدماء طعام مقدس، إذ كانوا يقدمونه قربان للآلهة داخل المعابد كما وضعوه في المقابر إلى جانب المتوفين ضمن معتقدهم بالبعث والخلود.
مكونات الفطير المشلتت عبر العصور
لم تختلف مكونات الفطير المشلتت كثير منذ أيام الفراعنة وحتى اليوم فهو يعتمد على عناصر بسيطة وأساسية مثل:
الدقيق الأبيض
السمن البلدي
الماء
ويخبز في الفرن ليخرج بطبقاته المتعددة المقرمشة. ومع مرور الزمن، أضاف المصريون لمسات مختلفة للفطير، فأصبح يقدم مع العسل الأبيض أو الأسود السكر البودرة والقشدة والمهلبية وحتى الشوكولاتة.
الفطير المشلتت في المائدة المصرية
لم يعد الفطير المشلتت مجرد وصفة فرعونية قديمة بل تحول إلى أيقونة في المطبخ المصري، حيث يحتل مكانة مميزة في جميع المناسبات فهو حاضر في الأفراح واحتفالات النجاح وحتى في استضافة الضيوف كرمز للترحاب كما انتشرت محلات متخصصة في تقديمه بأشكال متنوعة مثل المربع والمثلث، مع إضافات حديثة جعلته من أكثر الحلويات الشعبية المحبوبة بين المصريين.
الحلويات في العصر الفرعوني
لم يكن الفطير المشلتت وحده ما يزين موائد المصريين القدماء بل اشتهروا بصناعة أنواع متعددة من الحلويات باستخدام مكونات طبيعية متوفرة في بيئتهم:
حلويات العسل والتمر: حيث كان العسل مع التمر أو التين المجفف أساس معظم وصفاتهم.
خبز العسل: نوع من الكعك المصنوع من الدقيق والعسل والتوابل.
المعجنات المقلية والخبز الحلو: كانت تقدم في الاحتفالات والمهرجانات الكبرى.
حلويات نباتية: مثل حلوى مصنوعة من جذور نبات الخطمي التي تشبه المارشميلو الحالي إضافة إلى مشروبات وحلوى من عرق السوس.
استخدامات الحلويات عند الفراعنة
كان للحلويات مكانة خاصة في الحضارة المصرية القديمة حيث لم تعتبر مجرد طعام للمتعة، بل كان لها أبعاد دينية واجتماعية واضحة:
1. في الأعياد والمناسبات: الحلويات كانت عنصر رئيسي في المآدب والاحتفالات.
2. كقرابين للآلهة: إذ كان الفطير المشلتت من بين الأطعمة المقدمة للآلهة.
3. في طقوس الدفن: حيث وُضعت أنواع من الحلويات مع الموتى في المقابر، ضمن اعتقادهم بالحياة بعد الموت.