هاني جنينة: تراجع التضخم يمنح المركزي مساحة لخفض الفائدة حتى 3%

قال الخبير الاقتصادي هاني جنينة، إن متوسط الأسعار شهد تراجعًا خلال شهر أغسطس مدفوعًا بانخفاض أسعار الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الدواجن، لافتًا إلى أن هذا التراجع كان من الممكن أن يكون أكبر لولا الزيادة التي طرأت على أسعار السجائر.
وأضاف جنينة أن معدل التضخم لشهر أغسطس لن يُعلن قبل نحو 13 يومًا من اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، المقرر في 28 أغسطس الجاري، إلا أن قرارات المركزي تستند بدرجة أكبر إلى التوقعات المستقبلية مقارنة بالبيانات السابقة.
تراجع التضخم يمنح المركزي مساحة لخفض الفائدة حتى 3%
وأوضح أن بحوث "الأهلي فاروس" تتوقع خفض أسعار الفائدة بحد أدنى 2%، مع احتمال الوصول إلى خفض 3% بنسبة ترجيح تصل إلى 50%.
وأشار جنينة إلى أن مقارنة أسعار السلع خلال أغسطس – وفقًا لبيانات جريدة "المصري اليوم" – كشفت عن انخفاض حاد في أسعار الخضروات، حيث تراجعت الطماطم من 12 جنيهًا للكيلو في مطلع الشهر إلى 5 جنيهات فقط، وانخفضت البطاطس من 13 إلى 7 جنيهات، كما تراجع سعر اللبن السائب من 35 إلى 32 جنيهًا، بينما استقرت أسعار الدواجن البيضاء عند 73 جنيهًا للكيلو، ولم تتغير أسعار السلع المحددة إداريًا أو الخدمات مثل المواصلات.
وأكد أن هذه النتائج تدعم التوقعات بانخفاض معدل التضخم خلال أغسطس، مشددًا على أن فارق أسعار الفائدة بين مصر والولايات المتحدة سيظل مرتفعًا للغاية حتى في حال خفضها بنسبة 3%، وهو ما يحدّ من المخاوف بشأن خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة.
في وقت سابق، قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني جنينة، إن احتمالات خفض البنك المركزي المصري لسعر الفائدة بمقدار 3% في اجتماع 28 أغسطس 2025 ارتفعت إلى نحو 50%، بعد صدور بيانات التضخم لشهر يوليو التي سجلت 13.9%.
وأوضح أن احتمالية خفض الفائدة بمقدار 2% تكاد تكون مؤكدة بنسبة تقارب 100%، إلا أن هناك 6 عوامل باتت داعمة لخفض أكبر يصل إلى 3%، وهي:
1. ارتفاع الجنيه أمام الدولار.
2. تأجيل رفع أسعار الكهرباء.
3. تأجيل رفع أسعار الغاز للمصانع.
4. إطلاق مبادرات لخفض أسعار السلع المعمرة والتموينية.
5. وجود فائض إنتاج كبير من الدواجن والسكر.
6. ارتفاع احتمالية خفض الفيدرالي الأميركي للفائدة في سبتمبر بمقدار ربع نقطة مئوية، بعد صدور بيانات ضعيفة لسوق العمل.
دفع معدل التضخ
وأشار جنينة إلى أن هذه العوامل قد تدفع معدل التضخم إلى التراجع للشهر الثاني على التوالي بمقدار نصف نقطة مئوية، على غرار ما حدث في يوليو، مما قد يؤدي إلى انخفاض المعدل السنوي من 13.9% في يوليو إلى 11% فقط في أغسطس 2025.
معدل الفائدة الحالي
وأضاف أن الفارق بين معدل الفائدة الحالي (25%) ومعدل التضخم السنوي (11%) يصل إلى نحو 14%، أو ما يقارب 12.5% إذا جرى احتسابه بالمنهجية الأدق، وهو فارق كبير يسمح للبنك المركزي بخفض الفائدة بما يصل إلى 3% دون الإخلال بالمسار الهبوطي لمعدل التضخم.
وتابع الخبير الاقتصادي أن التضخم قد يعاود الارتفاع بنهاية العام ليقترب من مستويات 14–15%، في حال تطبيق زيادات مرتقبة في أسعار الطاقة والمحروقات.
الجدير بالذكر، قام الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الإثنين، بزيارة ميدانية إلى مركز تحكم الدقي بمحافظة الجيزة، والمركز الرئيسي لبيانات الشركة القابضة لكهرباء مصر، بمحافظة القاهرة، وشملت الزيارة الميدانية تفقد سير العمل على إضافة مصدر تغذية ثالث إلى محطة محولات جزيرة الدهب عبر نهر النيل، والتأكيد على الالتزام بالتوقيت المحدد لإنجاز المشروع والتنسيق مع كافة الجهات المعنية في هذا الإطار.
الكهرباء والطاقة المتجددة
بدأ الدكتور محمود عصمت الجولة الميدانية بزيارة مركز تحكم الدقي التابع لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، واستمع إلى شرح تفصيلي من مسئولي المركز حول وضع شبكة التوزيع وقدرتها على استيعاب الأحمال المرتفعة، ودور المركز في الحفاظ على استقرار التغذية الكهربائية، وكفاءة عمل أنظمة التحكم والاتصالات المطورة، والتحكم آلياً في عمليات فصل وتوصيل التيار الكهربائي وتقليل زمن إصلاح الأعطال ومتابعة تحسين جودة التغذية الكهربائية.