تنازل والد «عائشة» عن بلاغ التلاعب في التنسيق.. قصة تسامح

شهدت واقعة التلاعب في رغبات التنسيق الجامعي لطالبة بمدرسة المتفوقين بالعبور تطورات إنسانية لافتة، بعد إعلان والد الطالبة عائشة، أحمد محمدي، تنازله رسمياً عن البلاغ المقدم ضد زميلتها المتهمة، مؤكدًا حرصه على استرداد حق ابنته دون إلحاق الضرر بزميلتها.
التنازل عن أي قضايا
في تصريحات خاصة، قال محمدي: "دخلنا ولادنا المدارس عشان يكونوا ناس أسوياء وكويسين.. وزي ما رفعت الضرر عن بنتي، هرّوح أرفع عن زميلتها الضرر وأتنازل عن المحاضر.. ربنا يصلح حالها لأنها لسه في سن صغيرة، 16 سنة."
وأضاف أنه تنازل كذلك عن أي ضرر نفسي وقع عليه وعلى ابنته جراء التحقيقات، مشيراً إلى أن ابنته تعرضت لصدمة قوية أدت إلى إغمائها فور معرفتها بما حدث.
من جانبها، أكدت الطالبة عائشة استعدادها لمسامحة زميلتها بعد اعتذارها لها ولأسرتها، مشددة على أن خلافهما كان بسيطًا ولا يتجاوز الأمور اليومية في الغرفة مثل إضاءة المصباح أو ترتيب الدولاب والمرآة.
المستوى الرسمي
على المستوى الرسمي، استجابت وزارة التعليم العالي بسرعة للواقعة، حيث تواصل مكتب التنسيق مع والد الطالبة وطلب نسخة PDF من آخر تعديل معتمد على رغبات ابنته، مع تعهّد بإعادة ترتيب الرغبات وفق النسخة الرسمية، بالإضافة إلى إصدار كلمة مرور جديدة للطالبة لضمان حماية بياناتها ومتابعة رغباتها بأمان.
وأشار والد عائشة إلى أن مكتب الوزير كلف أحد المسؤولين بمتابعة الأزمة بشكل مستمر، كما تم التنسيق مع النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب، لضمان حل المشكلة بسرعة وشفافية.
أحداث الواقعة
وتعود أحداث الواقعة إلى قيام زميلة عائشة في السكن بالحصول على بياناتها الشخصية، بما في ذلك الرقم القومي وكلمة السر الخاصة بموقع التنسيق، واستخدامها في تعديل رغباتها الجامعية دون إذن، وهو ما اعترفت به أمام والدة عائشة، مما تسبب في صدمة كبيرة للأسرة.
وفي موقف إنساني نبيل، اختارت أسرة عائشة رد الحق دون تعريض زميلتها للأذى، مشيرين إلى أن التربية الحقيقية تتجاوز حدود التفوق الدراسي لتشمل بناء شخصية سوية قادرة على العفو وتحمل المسؤولية، وتحويل الأزمة إلى درس في التسامح والنضج.