القصاص: الدولة تدير ملف المياه برؤية علمية واستباقية

علق الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، على توجه الدولة المصرية في إدارة ملف المياه، في ظل التحديات المناخية والاحتياجات المتزايدة للموارد المائية.
ملف المياه
وأوضح القصاص في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن ملف المياه يُعد من أخطر الملفات المرتبطة بالأمن القومي، مشيراً إلى ارتباطه الوثيق بالأمن الغذائي والزراعي والاستخدامات اليومية للمواطنين، مضيفا أن الدولة المصرية تنبهت مبكراً لأهمية هذا الملف، حيث كانت هناك رؤية استباقية واضحة لدى القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولى هذا الملف اهتماماً خاصاً واستراتيجياً.
وأكد القصاص أن التغيرات المناخية على مستوى العالم تضع كثيراً من الدول تحت ضغط كبير، ضارباً المثل بدولة مثل إيران التي تعاني من الجفاف ونقص المياه إلى درجة تفكر فيها في نقل العاصمة، مشيرا إلى أن مصر رغم التحديات الكبيرة نجحت في بناء منظومة متكاملة لإدارة الموارد المائية.
مصر تعتمد على حصة ثابتة من مياه النيل
وأشار إلى أن مصر تعتمد على حصة ثابتة من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنوياً منذ أن كان عدد السكان 20 مليون نسمة، بينما تجاوز اليوم 105 ملايين، ورغم ذلك، تمكنت الدولة من مضاعفة الاستفادة من الموارد المتاحة من خلال عدة محاور، منها إعادة استخدام المياه، والتحلية، والمعالجة، وتبطين الترع، وتقليل الفاقد.
ونوه القصاص إلى الدور الرائد لوزارة الري وخبراتها المتراكمة في هذا المجال، لافتاً إلى أن مصر تُعد من الدول الرائدة في إعادة استخدام المياه لأكثر من مرة عبر محطات مثل "بحر البقر"، بالإضافة إلى مشروعات كبرى كـ"النهر الأخضر"، ما يعكس كفاءة الدولة في توظيف كل قطرة ماء.
الاجتماع الأخير حول ملف المياه
كما أكد أن الاجتماع الأخير حول ملف المياه كان بالغ الأهمية، نظراً لمشاركة جميع الأطراف الفاعلة والمعنية بإدارة الموارد المائية، وناقش طرق التعامل مع التغيرات المناخية وتطوير استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية لترشيد الاستهلاك.
وفيما يتعلق بالأثر الزراعي، قال القصاص إن الإدارة العلمية الرشيدة للمياه ساهمت بشكل مباشر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل، بالإضافة إلى التوسع في التصدير لمنتجات مثل التمور والفواكه، مؤكداً أن استخدام المياه بشكل دقيق وعلمي في الزراعة أسهم في مضاعفة الإنتاج وتقليل الفاقد.
وأشار إلى أن الدولة نجحت في تقليل الفجوة الغذائية، حيث وفرت كميات ضخمة من القمح والشعير والذرة، واصفاً ذلك بأنه إنجاز حقيقي يعكس فعالية إدارة المياه في دعم الاقتصاد الوطني.
استخدام المياه الجوفية
وحول استخدام المياه الجوفية، نوه القصاص إلى أهمية هذا المصدر، مشدداً على أن استخدامه يجب أن يتم بشكل علمي ومدروس، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على الخزان الجوفي وتجديده من خلال إعادة تغذيته، لضمان استدامته ونقائه على المدى البعيد.