قبل الهجوم الكبير.. إسرائيل تحدد «7 أكتوبر 2025» لإجلاء مليون فلسطيني

حددت إسرائيل موعدًا نهائيًا في الـ 7 من أكتوبر 2025 لإجلاء ما يقرب من مليون فلسطيني من مدينة غزة تمهيدًا لعملية برية واسعة النطاق. تلك العملية أطلق عليها اسم "عربات جدعون 2" تستهدف السيطرة على أكبر معاقل حركة حماس، وسط استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط بموجب أوامر الطوارئ، حسبما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
كما أوضح مسؤول عسكري رفيع لشبكة «CNN» أن الجيش الإسرائيلي لا يزال غير متأكد من عدد مسلحي حماس داخل المدينة، كما أن شبكة الأنفاق الواسعة التي تستخدمها الحركة تجعل التوغل صعبًا للغاية. ويصف المسؤولون الحملة العسكرية بأنها "أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا"، بسبب وجود مراكز قيادة وأنفاق متفرعة مخصصة للتحرك السريع وتنفيذ الكمائن.

حماس تتحصن داخل أنفاق "المترو"
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن غزة أصبحت "عاصمة حماس"، مهددًا بـ"فتح أبواب جهنم" على الحركة. وبمجرد إخلاء المدنيين، من المتوقع أن يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مواقع حماس داخل المدينة، خاصة التي لم تُقصف سابقًا بسبب الكثافة السكانية.
كما تمثل شبكة الأنفاق المعروفة باسم "المترو" شبكة دفاعية متطورة لحركة حماس، التي تعتبرها وسيلتها الرئيسية للحفاظ على وجودها العسكري وسط التدمير الواسع الذي تشهده المدينة.
وقبل الحرب، كانت غزة تملك اقتصادًا نابضًا وحياة اجتماعية نسبية رغم الظروف الصعبة، مع وجود مراكز ثقافية واجتماعية مثل صالات اليوغا والمقاهي. لكن بعد عامين من الحرب، تحولت غزة إلى مدينة مدمرة تعاني من انعدام الأمن، والجوع، وانهيار البنية التحتية، حيث يختبئ السكان بين الأنقاض، ويواجهون أزمة مياه وصرف صحي متفاقمة، بينما تملأ الحرائق الدخان والأصوات المتواصلة للطائرات المسيرة السماء.
قيود على الإعلام والضغوط الدولية
ورغم وعود رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو بالسماح بدخول الصحافة الدولية إلى غزة، لا تزال المدينة محجوبة عن التغطية الإعلامية، مع استمرار الحصار والسيطرة العسكرية الصارمة. وأدى القصف الإسرائيلي المكثف إلى تدمير معظم المباني الشاهقة في المدينة، ما يعزز من مأساوية الوضع الإنساني ويزيد من التوتر الدولي حول مستقبل القطاع.