ما حكم اللهو أو التدخين أثناء تلاوة القرآن؟ الإفتاء توضح

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول " ما حكم اللهو أو التدخين أثناء تلاوة القرآن؟ وأوضحت الدار قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]، وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
والاستماع للقرآن أبلغ من مجرد السماع؛ لأنه يقتضي توجيه القلب والجوارح للإصغاء بقصد الفهم والتدبر، بخلاف السماع الذي قد يقع بلا نية ولا قصد. أما الإنصات فهو السكوت أثناء التلاوة حتى يتمكن المرء من متابعة القراءة وإدراك معانيها. ومن هنا جاء أمر الله تعالى بالاستماع والإنصات معًا؛ لتربية المسلم على تعظيم كلامه سبحانه وتعالى.
ويتضح من ذلك بطلان ما يفعله بعض الناس في المآتم عند قراءة القرآن، من الانشغال بالحديث الجانبي أو إثارة الضوضاء أو حتى التدخين، فكل ذلك منافٍ للأدب مع القرآن ومخالف للأمر الإلهي بالاستماع والإنصات، مما يجعله مكروهًا كراهة شديدة.
وقد نقل ابن المنذر اتفاق العلماء على أن الاستماع والإنصات ليسا واجبين في كل حال خارج الصلاة والخطبة، رفعًا للحرج عن الناس؛ إذ لا يُعقل أن يوقف أهل العلم علمهم أو القاضي حكمه أو التاجر معاملته كلما سمع قارئًا يتلو. لكن من جلس في مجلس يُقرأ فيه القرآن وليس عنده ما يشغله، فلا يجوز له أن يُعرض عن الاستماع، وخاصة إن رفع صوته عمدًا ليغطي على صوت التلاوة، فهذا منافٍ للأدب، والله تعالى قد علَّم المؤمنين الأدب مع نبيه بقوله: ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: 2]، فكيف برفع الصوت فوق كلام الله تعالى؟!
وعلى المسلم أن يتحلى بآداب القرآن، فيستمع وينصت متى تلي، ويتأمل معانيه، وألا يحول بين غيره وبين الاستفادة من سماع كلام الله. والعجيب أن بعض الناس يلتزمون بالسكوت والأدب إذا تكلم واحد منهم بخطاب دنيوي، بينما لا يراعون ذلك مع القرآن الكريم، في حين أن الأدب مع كلام الله أولى وأوجب
ما حكم قراءة القرآن في صورة جماعية؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية مُنظَّمة لا تتضمن اعتداءً أو تشويشًا أمرٌ جائز شرعًا، مشيرة إلى أن ما يروجه البعض من ادعاءات حول كونها بدعة يخالف الفهم الصحيح لنصوص الشريعة، ويُعَد تحريفًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة.
حكم قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية
وأوضحت الدار، في بيان رسمي لها، أن بعض المغالين استندوا إلى ما يُروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أصحابه فوجدهم يقرؤون القرآن جماعة فقال: «هَلَّا كل منكم يناجي ربه في نفسه»، وهو استدلال فاسد، إذ لا يصح نسبة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يُفهم منه النهي عن القراءة الجماعية، وإنما الصحيح أن الوارد عنه صلى الله عليه وسلم هو الإرشاد إلى تنظيم القراءة وعدم التشويش بين المصلين أو القراء.
دليل جواز قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية
واستشهدت دار الإفتاء بما رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند" عن أبي حازم التمار عن البياضي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: «إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن». وبينت الدار أن هذا الحديث لا يدل على تحريم الذكر الجماعي أو التلاوة المشتركة، وإنما يُرشد فقط إلى منع التشويش، حيث كان بعض المصلين يجهر بالقراءة فيؤثر على خشوع غيره.