ترامب يلاحق "حلمه الضائع" في واشنطن بنشر الحرس الوطني وعسكرة العاصمة

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر عناصر الحرس الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن تحت ذريعة مكافحة الجريمة والحد من عمليات السطو، ليس الدافع الوحيد وراء تحركه، بل إن شخصية ترامب المعقدة، التي تنقلت بين أدوار عدة كقطب عقارات ومقدم برامج ومالك كازينو ورئيس للولايات المتحدة، تدفعه اليوم لتجربة دور جديد يشبه إلى حد كبير "عمدة واشنطن"، وهو الدور الذي يبدو أنه كان يحلم به منذ سنوات طويلة.
وأشار تقرير الصحيفة المريكية إلى أن ترامب يتجاهل استياء قادة المدينة الذين يرون أن تدخله يتجاوز صلاحياته، خصوصاً مع فرضه نفوذه على شرطة العاصمة ونشر قوات الحرس الوطني في الشوارع.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل تعهد بتحسين الأمور المحلية كتنظيف الحدائق، وتطوير الإنارة في الطرق، ومكافحة الفئران التي تزعج السكان منذ فترة طويلة.
هجوم ترامب على عمدة واشنطن
وشن ترامب هجومًا لاذعًا على عمدة المدينة مورييل إي. باوزر، محذراً إياها قائلاً: "إذا لم تتصرف بشكل صحيح فلن تبقى في منصبها طويلاً، لأن الحكومة الفيدرالية ستتولى الأمور وتديرها كما ينبغي".
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا التوجه ليس مفاجئًا لمن يعرف تاريخ ترامب، إذ كان طوال عقود مهتمًا بالشؤون المحلية وجماليات المدن، لا سيما في نيويورك حيث كان مطورًا عقاريًا بارزًا.
ويقول هانك شينكوف، مستشار ديمقراطي في نيويورك: "ترامب دائمًا ما حرص على تصوير نفسه كمواطن مهتم بشؤون مدينته، والآن هو يعيش في واشنطن ويستخدم صلاحياته لنشر قوات إنفاذ القانون في الشوارع".
واختتم تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قائلة إن أسلوب ترامب الاستعراضي والصريح يختلف عن رؤساء بلديات نيويورك السابقين مثل رودي جولياني، إلا أنه يحمل في طياته تلك الروح القريبة من قيادة المدن.

مخاوف مسئولي واشنطن
ويثير وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصلاحياته في منصب الرئاسة وتهديده باتخاذ إجراءات أكثر صرامة مخاوف مسؤولي العاصمة واشنطن، لا سيما بعد أن ارتدى قبعة بيسبول حمراء مكتوب عليها "ترامب كان على حق في كل شيء"، مما زاد من الجدل والتوتر في العاصمة الأمريكية واشنطن.