علي فوزي: اجتماع الحكومة السودانية بالخرطوم رسالة عودة الدولة وبناء الثقة |خاص

قال علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والإفريقية ومدير تحرير وكالة وادي النيل، إن عقد مجلس الوزراء السوداني أول اجتماعاته برئاسة الدكتور كامل إدريس في الخرطوم يمثل خطوة محورية على أكثر من صعيد، لكون العاصمة ليست مجرد مركز سياسي وإداري، بل هي قلب الدولة ورمز سيادتها، ومنطلق أي عملية لإعادة البناء والإعمار.
وأوضح علي فوزي في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن عودة الحكومة السودانية للاجتماع من داخل الخرطوم تحمل رسالة سياسية قوية بأن مؤسسات الدولة عازمة على استعادة مواقعها في المركز، وربط قراراتها التنفيذية مباشرة بواقع المواطنين واحتياجاتهم، خصوصاً بعد ما شهدته العاصمة من آثار الحرب المدمرة وتحديات في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والنقل.
وأضاف فوزي أن اختيار الخرطوم لانعقاد هذا الاجتماع ليس إجراءً بروتوكولياً، بل هو مؤشر على أن ملف العاصمة سيكون في صدارة أجندة الحكومة، وأنها تعمل على إخراج الخرطوم من حالة الشلل الأمني والخدمي إلى مرحلة جديدة قوامها المصالحات المجتمعية، وإعادة الخدمات، وتحريك عجلة التنمية.
وشدد على أن هذه الخطوة يمكن أن تسهم في ترميم الثقة بين المواطن والدولة، وتفتح الطريق أمام إعادة الإعمار والاستقرار، بما يجعل الخرطوم نقطة ارتكاز لاستعادة التوازن الوطني والتنمية المتوازنة في كل الولايات
عودة الحكومة السودانية للخرطوم
وكان قد أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، أن الحكومة ستبدأ الانتقال إلى العاصمة الخرطوم في نهاية شهر أكتوبر ومطلع نوفمبر 2025، موضحًا أن الدولة تواصل جهودها لتهيئة البيئة المناسبة لاستقبال المواطنين وإعادة مؤسسات الحكم بشكل كامل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تحمل دلالات رمزية وسياسية كبيرة، وتُعيد للعاصمة مكانتها التاريخية كرمز للسيادة الوطنية.
السلام لا يُفرض.. بل ينبع من الداخل
وشدّد رئيس الوزراء على أن تحقيق السلام في السودان لا يمكن أن يتم إلا من خلال توافق وطني شامل يستند إلى أولويات الشعب السوداني، مؤكداً أن الدولة لن تقبل بأي اتفاق سلام مفروض من الخارج.
وأضاف: "السلام الحقيقي هو الذي يحفظ كرامة السودانيين ويضمن سيادتهم"، موضحاً أن القوات المسلحة السودانية منفتحة على أي مبادرات حقيقية للسلام، شرط أن تكون عادلة وتضمن حقوق المواطنين.
حكومة الأمل: "المواطن السوداني أولاً"
وتحت شعار "المواطن أولاً"، أوضح إدريس أن حكومة الأمل ستركّز على تحسين الخدمات الأساسية في مجالات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة، مؤكداً أن تحقيق الحياة الكريمة للمواطن السوداني سيكون في صلب أولويات الحكومة، مضيفًا أن استعادة ثقة المواطن تُعد نقطة انطلاق السودان نحو العالم، مشيراً إلى أن التنمية والاستقرار لا يتحققان إلا من خلال كسب رضا المواطن.
وقال رئيس الوزراء إن الخرطوم ستعود أفضل مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب، لافتاً إلى أنها تمثل القلب السياسي والإداري للبلاد ورمز السيادة الوطنية. وأضاف أن عودة الحكومة إلى الخرطوم ليست مجرد خطوة إدارية، بل تحمل رسالة سياسية واضحة بأن السودان ماضٍ نحو الاستقرار واستعادة دوره على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تنسيق مع القوات المسلحة السودانية لتأمين العودة
وأكد إدريس أن تنسيقاً كاملاً يجري بين الحكومة والقوات المسلحة لضمان تأمين عودة المواطنين والمؤسسات إلى العاصمة، مشيراً إلى وجود انسجام تام وجدية من قبل جميع مؤسسات الدولة في إنجاح هذه المرحلة، موضحًا أن الانتصارات الميدانية الأخيرة عززت من قدرة الدولة على فرض الأمن، ما يتيح عودة تدريجية وآمنة للحياة في الخرطوم.
السودان على مشارف استقرار دائم
وختم رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس تصريحاته بالتأكيد على أن السودان اليوم يقف في موقع قوة، يؤهله للانتقال إلى مرحلة جديدة من السلام الشامل والاستقرار السياسي، مشدداً على أن ذلك لن يتم إلا إذا احترم الجميع الأولويات الوطنية التي وضعتها الدولة كمرتكز لتحقيق سلام عادل، مؤكدًا أن الحكومة لن تقبل بأي حلول خارجية تتعارض مع مصلحة السودان أو تتجاوز إرادة شعبه.