الفنان حازم سمير يكشف أسرار ابتعاده «المؤقت» عن الوسط الفني |فيديو

في حوار صريح ومليء بالمشاعر الإنسانية، كشف الفنان حازم سمير عن الأسباب التي دفعته للابتعاد عن الساحة الفنية لفترة مؤقتة، مشيرًا إلى أن الأبوة وظروف الحياة العائلية كان لها الدور الأكبر في اتخاذ هذا القرار الصعب.
وجاء حديثه خلال لقائه في برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» المذاع عبر قناة CBC الفضائية، حيث فتح حازم سمير قلبه للجمهور متحدثًا عن التحديات التي واجهها بين ضغوط الفن ومتطلبات الأسرة.
الأبوة تعيد ترتيب الأولويات
وأوضح حازم سمير أن ابنته تمارا كانت السبب الرئيسي وراء هذا القرار، حيث عبرت في سن الثامنة عن حزنها الشديد لغيابه المتواصل بسبب انشغاله بالتصوير.
وقال إن كلماتها الصريحة: "من فضلك بطل الشغل ده عشان أنا محتاجة أقضي وقت معاك"، كانت كفيلة بأن تهز كيانه وتجعله يعيد النظر في مسيرته الفنية.
مشيرا إلى أن طبيعة عمله كممثل لم تكن تتيح له جدولًا منتظمًا، ما جعل غيابه عن المنزل ملحوظًا بشدة، خاصة في أوقات حرجة من حياة أطفاله.
حياة شخصية متشابكة
لم يقتصر الأمر على طلبات الأبناء فقط، بل أضاف حازم سمير أن طبيعة التمثيل نفسها وما تفرضه من ضغوط نفسية وتقمص للشخصيات انعكست على حياته الخاصة، موضحًا أن زوجته مروة لاحظت بوضوح انتقال بعض ملامح الأدوار التي يجسدها إلى شخصيته الحقيقية في المنزل، وهو ما أثر على أجواء الأسرة بشكل عام.
وأكد حازم سمير أن الاستمرار بهذا الشكل كان سيؤدي إلى نتائج عكسية، سواء على المستوى النفسي أو المهني، وهو ما جعله يتخذ قرار التوقف لفترة لإعادة ترتيب أوراقه.
من الفن إلى عالم الحلويات
المثير في تجربة حازم سمير أنه لم يكتفِ بالابتعاد عن الكاميرا، بل استثمر وقته في هواية قديمة يعشقها منذ سنوات وهي صناعة الحلويات، حيث كشف أن أبناءه وزوجته يعشقون ما يصنعه من وصفات منزلية، الأمر الذي تحول لاحقًا إلى نشاط شبه احترافي عندما بدأ أصدقاؤه يطلبون منه إعداد الحلويات لهم.
وأوضح حازم سمير أنه خلال هذه المرحلة شعر براحة نفسية كبيرة، حيث استطاع قضاء وقت ممتع مع أسرته، وفي الوقت ذاته يمارس هواية محببة لقلبه، قبل أن يعود مجددًا إلى التمثيل بطاقة جديدة.
شجاعة اتخاذ القرار الصعب
يرى حازم سمير أن التوقف المؤقت عن التمثيل كان قرارًا صعبًا لكنه شجاع، خاصة أنه جاء في وقت كانت فيه مسيرته الفنية تسير بشكل جيد. وأضاف أن المخاطرة المحسوبة مطلوبة في بعض المراحل، وأن الانغماس الكامل في العمل الفني دون فواصل قد يؤدي إلى فقدان الشغف والإبداع.
وأكد حازم سمير أن أي فنان يجب أن يمتلك القدرة على تقييم وضعه الشخصي والمهني بدقة، وأحيانًا يكون التراجع خطوة إلى الخلف من أجل القفز إلى الأمام لاحقًا بقوة أكبر.
الأسرة في المرتبة الأولى
شدد حازم سمير على أن أسرته تظل دائمًا الأولوية القصوى في حياته، مستشهدًا بوالده الراحل الذي زرع فيه هذه القيمة منذ الصغر، قائًلا: "والده كان حاضرًا دائمًا في تفاصيل حياته وحياة أشقائه، رغم انفصاله عن والدتهم، وهو ما جعله قدوة في التضحية وتحمل المسؤولية".
وأكد حازم سمير أن هذه التربية انعكست على شخصيته، فكان دائم الحرص على أن يمنح أبناءه الشعور بالأمان والاهتمام الكامل، حتى لو كان ذلك على حساب مشواره الفني.

بين الفن والحياة .. عودة محسوبة
وعن مستقبله الفني، قال حازم سمير إنه لا يرى التمثيل مجرد مهنة، بل شغف يسري في دمه منذ الطفولة، ولذلك مهما ابتعد يعود إليه من جديد. وأوضح أن التوقف لم يكن نهاية، بل محطة لإعادة التفكير وإعادة شحن الطاقة، حتى يعود أكثر إبداعًا وتوازنًا.
وختم حازم سمير مؤكداً أن التوفيق بين الفن والحياة العائلية ليس سهلاً، لكنه ضروري، لأن الفنان لا يستطيع أن يبدع وهو مثقل بالهموم والضغوط، مشيرًا إلى أن استعادة التوازن هو مفتاح النجاح الحقيقي على الصعيدين المهني والإنساني.