خبير دولي: اعتراف الأمم المتحدة بحصار غزة يُمثل نقطة تحوّل في الصراع|فيديو

وصف الدكتور أشرف عكة، خبير العلاقات الدولية، الإعلان الصادر عن الأمم المتحدة بشأن تعرض غزة للتجويع بشكل رسمي بأنه خطوة مفصلية قد تعيد رسم مسار التحركات الدولية تجاه إسرائيل، وتمهد لموجة جديدة من الضغوط والعقوبات.
وأكد أشرف أشرف عكة، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذا الاعتراف الدولي يفتح الباب أمام المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر جدية لوقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
إدخال المساعدات الإنسانية
أوضح أشرف عكة أن الخطوة الأولى التي يجب البناء عليها بعد إعلان الأمم المتحدة، هي تكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل، باعتبار أن ما يتعرض له المدنيون هناك يمثل جريمة موصوفة بموجب القانون الدولي، فضًلا عن أن استمرار الحصار ومنع المساعدات هو شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يرقى إلى جرائم الحرب.
وأشار أشرف عكة إلى أن على إسرائيل أن تواجه هذه الحقائق أمام المجتمع الدولي، وأن يوضع ملفها الحقوقي والسياسي ضمن إطار الضغوط العملية، وليس الاكتفاء بالإدانات اللفظية، التي لم تعد تجدي في ظل حجم الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.
أوروبا بين الاعتراف والدور
وأكد أشرف عكة أن دول الاتحاد الأوروبي مطالبة بعدم التوقف عند حدود الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية، بل بات لزامًا عليها تفعيل مختلف أدوات الضغط المتاحة ضد إسرائيل، سواء من خلال المقاطعة السياسية والدبلوماسية، أو باستخدام الأدوات الاقتصادية والتجارية، وحتى من خلال فرض قيود جغرافية على التعامل معها.
ولفت أشرف عكة إلى أن هناك فرصة حقيقية أمام أوروبا لتأكيد مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم، عبر اتخاذ خطوات عملية تتجاوز المواقف الرمزية التي لم تغيّر من سياسات الاحتلال حتى الآن، بل ساعدت على استمرارها.
الحراك الدولي وقيود واشنطن
وتابع أشرف عكة أن المشهد الدولي يشهد تفاعلاً متصاعدًا مع القضية الفلسطينية، حيث لم يعد الصمت ممكنًا أمام صور الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون يوميًا؛ ومع ذلك، فإن هذا الزخم سيظل محدود الفعالية ما لم يتم ترجمته إلى ضغوط حقيقية على الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الطرف الأكثر تأثيرًا في صياغة القرار الإسرائيلي.
وأضاف أشرف عكة أن واشنطن تمثل المظلة السياسية والعسكرية لإسرائيل، وأي تغيير في الموقف الأمريكي يمكن أن يفرض تحولًا جذريًا في مسار الصراع، وهو ما يجعل الضغط الدولي على الإدارة الأمريكية أمرًا حتميًا إذا كان الهدف وقف المجازر والانتهاكات المستمرة.
مواقف القوى الكبرى
وشدد أشرف عكة على أن أي تحرك دولي فعال يظل مشروطًا بوجود تغيير ملموس في مواقف القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بما يضمن إلزام إسرائيل باحترام القوانين الدولية، والتوقف عن سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأشار أشرف عكة إلى أن غياب هذا التغيير يجعل كل البيانات والقرارات الدولية مجرد أوراق سياسية لا تأثير لها على أرض الواقع، في حين أن المطلوب هو إجراءات عملية تجبر الاحتلال على وقف جرائمه، من خلال العقوبات الاقتصادية أو العزلة السياسية أو حتى الملاحقة القانونية على المستوى الدولي.

إنقاذ المدنيين أولوية عاجلة
وختم أشرف عكة بالتأكيد على أن الأولوية القصوى الآن تتمثل في إنقاذ المدنيين الفلسطينيين من خطر المجاعة والإبادة، عبر إدخال المساعدات بشكل واسع وفوري، ووقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف البشر والحجر في القطاع.
وشدد أشرف عكة على أن العالم أمام اختبار أخلاقي وإنساني كبير، فإذا عجز المجتمع الدولي عن إنقاذ غزة اليوم، فسوف يفقد ما تبقى له من مصداقية في الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الشعوب المستضعفة من ويلات الحروب والاحتلال.