جمال عبدالجواد يحذر: قرارات إسرائيل الأخيرة تنذر بتقويض فرص التهدئة |فيديو

أكد الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الحساسية، حيث تتصارع مساران متناقضان: الأول هو فرصة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، أما الثاني فهو المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يفتح الباب على مصراعيه أمام انفجار واسع النطاق.
وجاءت تصريحات جمال عبد الجواد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي، في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي" على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، حيث تناول بالتحليل أبعاد التحركات الدولية والإقليمية الجارية، ومواقف الأطراف المختلفة من الجهود الرامية لإنهاء القتال في قطاع غزة.
جهود الوسطاء الإقليميين
وأوضح أن الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، يبذلون جهودًا مكثفة لإقناع إسرائيل وحركة حماس بالجلوس على طاولة الاتفاق، مؤكدًا أن القاهرة والدوحة تتحركان بخطى متوازية لضمان تحقيق تهدئة شاملة تمهّد الطريق نحو ترتيبات إنسانية وسياسية جديدة.
وأشار "عبدالجواد" إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على الجانب الإنساني المتمثل في إدخال المساعدات وإغاثة المدنيين، بل تشمل أيضًا تصورات سياسية أوسع، تسعى لإعادة ضبط قواعد اللعبة ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة يصعب احتواؤها لاحقًا.
تحول في موقف حماس
لفت جمال عبد الجواد الانتباه إلى أن موقف حركة حماس شهد تحولًا نوعيًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تراجعت عن بعض الشروط التي كانت قد أصرت عليها في المراحل الأولى من التفاوض، مبينًا أنها أبدت مرونة أكبر تجاه ما كان مطروحًا من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى استعدادها للقبول بالتنفيذ الكامل لهذا الطرح.
واعتبر أن هذه المرونة من جانب حماس تمثل مسارًا جديدًا يمكن البناء عليه، إذ تفتح الباب أمام فرصة واقعية لإبرام اتفاق يحقق هدنة ولو مرحلية، ويمنح السكان في غزة فرصة لالتقاط الأنفاس وسط الظروف الإنسانية القاسية.
العقبات الإسرائيلية أمام التهدئة
في المقابل، حذّر جمال عبد الجواد من أن القرارات الإسرائيلية الأخيرة تحمل في طياتها تهديدًا مباشرًا لفرص التهدئة، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط تهدف إلى فرض سيطرة كاملة على قطاع غزة، مع التوجه عسكريًا نحو مدينة غزة، في خطوة تُنذر بمزيد من التصعيد.
وأضاف جمال عبد الجواد أن إسرائيل لا تكتفي بتحركاتها في القطاع فحسب، بل تسعى أيضًا إلى تكريس السيطرة على الضفة الغربية وتهشيمها على غرار ما جرى في الجنوب، وهو ما يشكل مسارًا معاكسًا لكل الجهود الدبلوماسية والإنسانية المبذولة حاليًا.
بين خيارين متناقضين
خلص "عبد الجواد" إلى أن المشهد الراهن يقف عند مفترق طرق مصيري: فإما أن تثمر الجهود الدولية والإقليمية عن اتفاق يقود إلى وقف إطلاق النار ويمنح الفرصة لبدء مسار سياسي جديد، أو أن يؤدي إصرار إسرائيل على التصعيد إلى إدخال المنطقة في دوامة خطيرة من العنف يصعب الخروج منها.
وأكد جمال عبد الجواد أن مسؤولية المجتمع الدولي باتت مضاعفة، مشددًا على أن العالم لا يملك رفاهية الانتظار طويلًا، في ظل تزايد المعاناة الإنسانية وتآكل فرص الاستقرار يوماً بعد يوم.

مستقبل الأزمة في غزة
بهذا الطرح، يضع الدكتور جمال عبد الجواد النقاط على الحروف، موضحًا أن مستقبل الأزمة في غزة مرهون بمدى قدرة الأطراف المؤثرة على كبح جماح التصعيد العسكري وفتح الباب أمام حلول سياسية وإنسانية تعيد الأمل لشعب أنهكته الحرب والحصار.