محلل سياسي: العدوان الإسرائيلي مستمر بدعم أمريكي رغم الأزمة الإنسانية في غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة بعد إعلان الأمم المتحدة لأول مرة عن "منطقة مجاعة كاملة" في الشرق الأوسط، أوضح المحلل السياسي عبد المهدي مطاوع أن هذا الإعلان يعكس حجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون، لكنه لا يُنتظر أن يترتب عليه تحرك دولي فعّال، في ظل الغطاء الأمريكي السياسي والدبلوماسي الذي تستظل به إسرائيل.
العدوان الإسرائيلي مستمر طالما ظلت الذرائع قائمة
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أكد مطاوع أن العدوان الإسرائيلي مستمر طالما ظلت الذرائع قائمة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تواصل الترويج لوجود رهائن وقوى تهدد أمنها، وهو ما يُستخدم كغطاء لتحقيق أهداف أبعد من ذلك بكثير، أهمها تغيير الواقع الديموغرافي في قطاع غزة.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة ليست فقط داعمة لإسرائيل، بل شريكة في مشروع إعادة تشكيل غزة سياسيًا وديموغرافيًا، مستدلًا على ذلك بقيام واشنطن بفصل موظف في وزارة الخارجية لمجرد اعتراضه على تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ظهر فيها داعمًا صريحًا للعملية العسكرية الإسرائيلية رغم إدراكه لحجم الكارثة الإنسانية.
موقف الأمم المتحدة والتحركات الدولية
وفيما يخص موقف الأمم المتحدة والتحركات الدولية، أشار مطاوع إلى أن مئات القرارات الدولية الصادرة لصالح القضية الفلسطينية بقيت حبرًا على ورق، بسبب تعطيل الولايات المتحدة لأي تحرك جاد في مجلس الأمن عبر الفيتو المتكرر.
كما أوضح أن التغيير الحاصل في النظام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية بدأ يتآكل، وأن هذه الحرب – كما وصفها – "كاشفة" لقدرة القانون الدولي ومؤسسات العدالة على محاسبة من وصفهم بـ"الدول فوق القانون".
وبشأن أدوات الضغط الممكنة، أشار إلى أن الرهان يجب أن يكون على مجموعة الدول المستقلة التي أبدت مواقف واضحة خلال اجتماع نيويورك الأخير، مضيفًا أن المطلوب الآن هو تكوين ضغط سياسي واقتصادي مشترك، شريطة أن تتوافر رؤية فلسطينية موحدة تتعاطى مع الواقع بمرونة، بما يشمل الاعتراف بصعوبة الموقف الراهن، وإعادة تقييم المواقف بعيدًا عن الشعارات.
الموقف المصري من القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالموقف المصري، أكد مطاوع أن مصر تقوم بدور تاريخي لا ينكره أحد في دعم القضية الفلسطينية، موضحًا أن القاهرة منذ عام 1948 ظلت حاضرة في جميع مفترقات القضية، وبرز دورها بشكل كبير في هذه الحرب من خلال منع التهجير القسري، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى طرح المبادرات السياسية التي لاقت قبولًا من الفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أن مصر نجحت في استخدام أدواتها السياسية بحكمة، من خلال ممارسة الضغوط الدبلوماسية الهادئة والفعّالة على جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، مضيفًا أن القاهرة تدرك أن الهدف الإسرائيلي الحقيقي لا يقتصر على الرهائن بل يمتد لتصفية القضية الفلسطينية ككل.