عاجل

ماجد أبو رمضان: التجويع والحصار وراء استشهاد وإصابة 10% من سكان غزة

الدكتور ماجد أبو
الدكتور ماجد أبو رمضان

تشهد الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة مرحلة هي الأخطر منذ عقود، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق المفروض على أكثر من مليونَي مواطن، ما أدى إلى كارثة إنسانية تجاوزت حدود التوقعات، هذا ما أكده الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني، الذي وصف الوضع بأنه "غير مسبوق" ويهدد حياة الآلاف يوميًا.

انهيار القطاع الصحي في غزة

أوضح ماجد أبو رمضان أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي من تجويع، بالتوازي مع الحصار الكامل، أدى إلى استشهاد أو إصابة أكثر من 10% من سكان القطاع، فضًلا عن أن آلاف المرضى فارقوا الحياة نتيجة غياب العلاج الضروري، خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي والأمراض المزمنة، فضلًا عن الأطفال حديثي الولادة الذين حُرموا من الرعاية الصحية بسبب انعدام الإمكانيات الطبية.

وشدد ماجد أبو رمضان على أن ما يحدث ليس مجرد قصف مباشر يستهدف المدنيين، وإنما يتجاوز ذلك إلى حرب ممنهجة ضد الحياة، حيث تُترك الفئات الأضعف بلا علاج أو دواء أو رعاية أساسية، ما يضاعف من حجم المأساة الإنسانية.

جريمة من صنع الإنسان

خلال مداخلة له في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة القاهرة الإخبارية، أكد ماجد أبو رمضان أن الأمم المتحدة صنفت الوضع الغذائي في غزة بأنه "مجاعة من المستوى الخامس"، وهو أخطر درجات التصنيف، منوهًا إلى أن الأمين العام للمنظمة الدولية وصف الكارثة بأنها "مجاعة من صنع الإنسان"، نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.

واعتبر ماجد أبو رمضان أن ما يجري يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، حيث يُترك أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت جوعًا ومرضًا أمام أنظار العالم، في ظل غياب أي تدخل فعال يوقف هذه المأساة المتفاقمة.

انتشار الأمراض القاتلة

مشيرا إلى أن انعدام المياه الصالحة للشرب أجبر السكان على استخدام مصادر ملوثة وغير آمنة، ما تسبب في انتشار أمراض خطيرة مثل الإسهال الحاد والتقيؤ والتسمم المائي، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.

وأوضح "أبو رمضان" أن عدد الوفيات الناتجة عن هذه الظروف الصحية الصعبة تجاوز 284 حالة حتى صباح اليوم، بينهم 114 طفلًا، ما يعكس خطورة التدهور الصحي الناتج عن تلوث المياه وانهيار البنية التحتية الصحية.

أطفال غزة في مواجهة الموت 

وكشف ماجد أبو رمضان أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من الحصار والمجاعة والأوبئة، حيث يُحرمون من الغذاء والدواء والحليب والرعاية الطبية، مؤكدًا أن استمرار هذه الأوضاع يهدد بمضاعفة أعداد الوفيات بين الأطفال الرضع وطلاب المدارس الذين يعيشون ظروفًا غير إنسانية داخل القطاع المحاصر.

وأضاف "أبو رمضان" أن المراكز الصحية والمستشفيات أصبحت عاجزة تمامًا عن استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى والمصابين، نتيجة استهداف الاحتلال للمرافق الطبية ومنع دخول الإمدادات الأساسية.

<strong>الدكتور ماجد أبو رمضان </strong>
الدكتور ماجد أبو رمضان 

المجتمع أمام اختبار إنساني

شدد ماجد أبو رمضان على أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والعمل العاجل على وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، مردفًا أن صمت العالم على هذه المأساة هو بمثابة مشاركة غير مباشرة في الجريمة المستمرة ضد المدنيين الأبرياء.

واختتم ماجد أبو رمضان تصريحاته بالتأكيد على أن غزة بحاجة إلى تحرك عاجل، فالوضع لم يعد يحتمل الانتظار، والمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، إذا لم يتم التدخل لوقف الكارثة وحماية حق الشعب الفلسطيني في الحياة.

تم نسخ الرابط