عاجل

حسين العمري: إنفيديا تواجه منافسة صينية شرسة بعد القيود الأمريكية |فيديو

الشرائح الذكية
الشرائح الذكية

قال حسين العمري، الخبير في تكنولوجيا المعلومات، في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، تواجه شركة إنفيديا الأمريكية، الرائدة عالميًا في صناعة معالجات الرسوميات والشرائح الإلكترونية المتقدمة، أزمة معقدة قد تعيد تشكيل خريطة سوق التكنولوجيا العالمي. 

قيود متزايدة على التصدير

أكد حسين العمري، خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الشرائح المتقدمة إلى الصين تمثل تحديًا استراتيجيًا للشركة العملاقة، التي كانت تعتمد لسنوات طويلة على السوق الصيني كأحد أكبر أسواقها.

وأشار حسين العمري، إلى أن إنفيديا اعتادت في السابق على تصدير شرائحها عالية التطور إلى السوق الصيني، إلا أن تصاعد حدة الخلافات بين الولايات المتحدة والصين جعل الأمر أكثر تعقيدًا، فضًلا عن أن الحظر الأمريكي لم يكن مجرد قرار اقتصادي، بل جاء في إطار صراع أوسع يتعلق بالهيمنة التكنولوجية والعسكرية، ما جعل الشرائح الإلكترونية المتقدمة جزءًا من أدوات الضغط السياسي.

اعتماد إنفيديا على تايوان

وأوضح حسين العمري أن إنفيديا ليست وحدها في هذا السباق المعقد، إذ تعتمد بشكل أساسي على شركة "TSMC" التايوانية، التي تعد من أكبر شركات العالم في تصنيع الشرائح الدقيقة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يتيح لإنفيديا فرصة البحث عن حلول بديلة لتجاوز القيود الأمريكية، لكنه في الوقت ذاته يضعها في مواجهة تحديات سياسية حساسة نظرًا لمكانة تايوان في الصراع بين واشنطن وبكين.

ونوه حسين العمري إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانج، إلى تايوان لم تكن ذات طابع اقتصادي بحت، بل حملت أيضًا أبعادًا سياسية مهمة، إذ يسعى هوانج لضمان استمرار تصدير الشرائح المتقدمة عبر تايوان إلى السوق الصيني، باعتباره مسارًا قانونيًا يتماشى مع القيود الأمريكية، لكنه يظل محل جدل بين بعض الحكومات التي ترى فيه ثغرة قد تقوض أهداف الحظر.

منافسة صينية متنامية

وأشار حسين العمري إلى أن إنفيديا لا تواجه الحظر وحده، بل تجد نفسها أيضًا في مواجهة منافسة شرسة من شركات صينية مثل هواوي، التي تحاول استغلال الموقف الحالي لتغطية الطلب المتزايد في السوق المحلي، مردفًا أن هذه المنافسة قد تسرّع من وتيرة تطور الصناعة الصينية، إذ تضطر بكين إلى الاستثمار بكثافة في تقنيات تصنيع الشرائح محليًا لتقليل اعتمادها على الخارج.

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد حذر الخبير من أن الحظر الأمريكي ستكون له تداعيات واسعة على أسعار الأجهزة الإلكترونية عالميًا، وقال حسين العمري إن ارتفاع تكاليف الإنتاج سيؤدي إلى زيادة الأسعار، وأن المستهلكين الأمريكيين سيكونون الأكثر تأثرًا، حيث سترتفع أسعار الحواسيب والهواتف الذكية وأجهزة الألعاب الإلكترونية.

حسين العمري 
حسين العمري 

المستهلك الأمريكي الأكثر تضررًا

وأكد حسين العمري أن السياسات التي تهدف إلى حماية الأمن القومي الأمريكي قد تؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية، إذ ستنعكس مباشرة على المستهلك داخل الولايات المتحدة، فبدلًا من أن يضعف الحظر منافسي واشنطن، قد يسهم في تعزيز استقلالية الصين التكنولوجية، ويجعل الشركات الأمريكية في مواجهة تكاليف إنتاج أعلى وأسواق أكثر صعوبة.

واختتم حسين العمري حديثه بالتأكيد على أن الأزمة الحالية ليست مجرد خلاف تجاري، بل معركة تكنولوجية عالمية ستحدد موازين القوى لعقود مقبلة، مشددًا على أن إنفيديا ستظل في قلب هذه المواجهة، سواء من خلال محاولاتها للالتفاف على الحظر أو عبر مواجهتها للمنافسة الصينية المتصاعدة، بينما سيظل المستهلك النهائي هو الطرف الأكثر تأثرًا في هذه المعادلة المعقدة.

تم نسخ الرابط