استشاري نفسي: دمج أطفال التسول في المجتمع ضرورة لإنقاذ مستقبلهم

أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ظاهرة التسول بين الأطفال تترك آثارًا نفسية بالغة الخطورة على شخصياتهم ومستقبلهم، مشيرًا إلى أن الطفل الذي يُجبر على ممارسة التسول منذ الصغر يعيش حالة من فقدان الكرامة والشعور بالنبذ المجتمعي، وهو ما قد يولد لديه مشاعر عدوانية أو ميول إجرامية في مراحل لاحقة.
وأوضح "فرويز" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن أطفال التسول غالبًا ما يتعرضون إلى انتهاكات نفسية وجسدية، مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، واضطرابات القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى احتمالية الانخراط في سلوكيات منحرفة نتيجة الاحتكاك ببيئات غير سوية.
برامج تدريب مهني تتيح لهم فرص عمل مستقبلية
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب خطة متكاملة تبدأ بانتشال الأطفال من الشارع وإدماجهم في مؤسسات رعاية متخصصة توفر لهم التعليم، التأهيل النفسي، والمهارات الحياتية، مع ضرورة تقديم جلسات دعم نفسي فردية وجماعية تساعدهم على استعادة ثقتهم بذاتهم والشعور بالأمان.
وأضاف فرويز أن دمج الأطفال في المجتمع بشكل صحيح يتطلب أيضًا تعاونًا بين الدولة والمجتمع المدني، عبر برامج تدريب مهني تتيح لهم فرص عمل مستقبلية، وحملات توعية لاحتضانهم بدلًا من نبذهم، مؤكدًا أن الاستثمار في هؤلاء الأطفال هو استثمار في مستقبل أكثر أمانًا وعدالة.
وقامت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة، بتنفيذ عملية أمنية نوعية أسفرت عن تفكيك شبكة إجرامية تستغل الأطفال في أعمال التسول والسرقة بشكل ممنهج.
في هذه العملية التي جرت في منطقتي العجوزة والدقي بمحافظة الجيزة، تم القبض على 20 شخصًا، من بينهم 11 شخصًا لهم سوابق جنائية، كانوا يقيمون علاقات مشبوهة مع أطفال معروضين للخطر، ويجبرونهم على التسول واستجداء المارة تحت التهديد.
تفاصيل الجريمة
كانت العصابة تتخذ من شوارع العجوزة والدقي مسرحًا لممارساتها الإجرامية، حيث كانت تجبر الأطفال على القيام بأعمال تسول مرهقة ومهينة، بالإضافة إلى ابتزاز المارة وأخذ أموالهم قسرًا. كما أن هذه الشبكة كانت تدفع الأطفال لجمع القمامة وبيع السلع في الشوارع بشكل غير قانوني، مما يعرضهم للعديد من المخاطر الجسدية والنفسية.
وقد تمت مداهمة المكان المتخذ من قبل الشبكة، حيث تم ضبط 18 طفلًا من بينهم من هم دون السن القانوني، حيث كان هؤلاء الأطفال يشكلون الحلقة الأضعف في أنشطة العصابة الإجرامية. تم الكشف عن اعترافات المتهمين الذين اعترفوا بكل التفاصيل المتعلقة بكيفية استغلالهم للأطفال وتنظيمهم للعمل في ظروف قاسية.
إجراءات فورية لحماية الأطفال: تسليمهم لأسرهم ودور الرعاية
تم اتخاذ إجراءات قانونية فورية بحق المتهمين حيث تم إحالتهم إلى النيابة العامة، التي ستتولى التحقيقات. أما بالنسبة للأطفال الذين تم العثور عليهم، فقد تم تسليمهم إلى أسرهم بعد أخذ تعهدات قانونية لضمان حسن رعايتهم وحمايتهم من أي استغلال مستقبلي. وبالنسبة للأطفال الذين تعذر الوصول إلى ذويهم، فقد تم التنسيق مع الجهات المعنية لتوفير الرعاية اللازمة لهم، حيث تم إدخال من تم التعرف على هويتهم إلى دور رعاية متخصصة، بهدف تأمين بيئة آمنة لهم بعيدًا عن أي استغلال أو تلاعب.
وزارة الداخلية تقف في وجه استغلال الأطفال
هذه العملية تمثل رسالة واضحة وقوية للمجرمين الذين يعتقدون أنهم يمكنهم التلاعب بحياة الأطفال لغايات شخصية. وزارة الداخلية تؤكد على أنها ستواصل مكافحة هذه الجرائم بكل حزم وقوة، وأنها لن تتهاون في حماية حقوق الأطفال وتأمين مستقبلهم من أي تهديدات.