«مجاعة تطرق أبواب غزة» .. إيناس حمدان تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة| فيديو

قالت الدكتورة إيناس حمدان، مدير إعلام الأونروا في غزة، أنه في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جرس إنذار جديد يحذر من دخول القطاع في مرحلة حرجة، قد تتوج بإعلان المجاعة رسميًا.
وأكدت إيناس حمدان، خلال مداخلة عبر الإنترنت على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن جميع مقومات الحياة الأساسية قد انهارت، بدءًا من الصحة مرورًا بالمياه ووصولًا إلى الوقود، مما أدخل الغزيين في أسوأ سيناريو إنساني.
تحذيرات أممية متكررة
قالت إيناس حمدان إن الأمم المتحدة بجميع منظماتها، وفي مقدمتها وكالة الأونروا، بالإضافة إلى غالبية المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، كانت قد نبهت منذ أشهر طويلة إلى مؤشرات واضحة تنذر بوقوع مجاعة، لكن تجاهل التحذيرات واستمرار الأوضاع على ما هي عليه دفع نحو تفاقم الكارثة، فضًلا عن أن هذه الأزمة لم تعد مجرد احتمال بل أصبحت واقعًا ملموسًا يعيشه أكثر من مليوني إنسان محاصرين داخل القطاع.
نقص المساعدات الغذائية
أوضحت إيناس حمدان أن السبب الأساسي وراء وصول الوضع الإنساني لهذه الدرجة الخطيرة هو عدم إدخال الكميات الكافية من المواد الإغاثية، مشددة على أن ما يدخل إلى غزة لا يوازي حجم الاحتياجات الضخمة للسكان، مشيرة إلى أن هناك فجوة كبيرة بين المطلوب والواصل، وهو ما ساهم في دفع القطاع إلى حافة المجاعة.
تابعت إيناس حمدان بقولها: "نحن اليوم أمام ذروة الكارثة الإنسانية"، مؤكدة أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا وسريعًا لإدخال المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها المواد الغذائية الأساسية، معتبرة أن التأخير في الاستجابة الدولية سيؤدي إلى تداعيات مأساوية على حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون بالفعل من نقص التغذية وسوء الرعاية الصحية.
سياسة تجويع وتعطيش
كما لفتت إيناس حمدان إلى أن قطاع غزة يتعرض منذ الثاني من مارس إلى سياسة متعمدة من التجويع والتعطيش، بعد قرار الجانب الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات بشكل منظم، الأمر الذي فاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، مبينه أن سكان القطاع يحتاجون يوميًا ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، إلا أن ما يتم إدخاله لا يتجاوز نسبة ضئيلة من هذا الرقم.
وشددت إيناس حمدان على أن استمرار الحصار المفروض على غزة، إلى جانب التراجع الحاد في الإمدادات الإنسانية، أديا إلى تراكم الأزمات وتضاعف الكوارث، ما جعل القطاع يصل إلى نقطة حرجة تهدد حياة الملايين، مؤكدة أن الوضع الحالي يعكس واقعًا مأساويًا وإنسانيًا لم يشهده العالم في العقود الأخيرة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والفعّال لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة قبل فوات الأوان.

تجاوزت حدود الإنذار
بهذا الطرح، يتضح أن أزمة غزة تجاوزت حدود الإنذار، لتتحول إلى مأساة إنسانية حقيقية تحتاج إلى خطوات عاجلة وقرارات جادة من المجتمع الدولي، من أجل إنقاذ ملايين الأرواح المهددة بالجوع والعطش والمرض في ظل حصار خانق ومستمر.