أمينة اردوغان تبعث رسالة إلى ميلانيا ترامب.. ما مضمونها؟

بدأت أمينة زوجة اردوغان رسالتها التي بعثتها إلى ميلانيا ترامب بأحرّ التحيات والاحترام، وأشارت إلى أن كلماتها الصادقة وكرم ضيافتها خلال لقائهما في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة، لا تزال حاضرة في ذهنها بعد ست سنوات.
كما أكدت السيدة الأولى أمينة أردوغان أنها شعرت بوعيٍ عميقٍ لدى السيدة الأولى ميلانيا ترمب تجاه قضايا عصرنا المُلحّة خلال عشائهما الخاص ونزهةٍ في الحديقة بحسب وسائل إعلامية.
أشارت السيدة أردوغان في رسالتها إلى أنّ حساسية ميلانيا ترامب تجاه معاناة الأطفال الأيتام في أوكرانيا بمثابة مبادرة تمنح الأمل للبشرية، مؤكدة أن هذا الوعي الإنساني يجب أن يمتد أيضاً إلى غزة، ومن جانبها قالت أمينة أردوغان إن كلمات ميلانيا ترامب قد عبَّرت عن ضمير الإنسانية المشترك، وأنها تُقدّر هذا الموقف تقديراً عميقاً.
وأضافت: «كما أشرتم في رسالتكم، فإن حق الأطفال في النمو في بيئة مُحبة وآمنة هو حق عالمي لا جدال فيه، فهذا الحق ليس امتيازاً خاصاً بأي منطقة جغرافية أو عرق أو هوية عرقية أو جماعة دينية أو أيديولوجية، إن الوقوف إلى جانب المضطهدين المحرومين من هذا الحق هو، في المقام الأول، الوفاء بمسؤولية جسيمة تجاه عائلتنا البشرية».
أمينة اردوغان :قُتل في غضون عامين 62 ألف مدني بريء
وأضافت: «حساسيتك وبخاصة بصفتك السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، تجاه الأرواح التي دُمرت، والأسر التي مزقتها الحرب، والأطفال الذين يُتِّموا بسبب الآثار المدمرة للحرب في أوكرانيا، هي مبادرة تُلهم الأمل في قلوب الناس، فدعوتكم لاستعادة ضحكة الفرح لدى الأطفال ا لها معنى عميق»، وتابعت :« لديّ ثقة بأن حساسيتك الكبيرة التي أبديتِها تجاه 648 طفلاً أوكرانياً، فقدوا أرواحهم في الحرب ستمتد إلى كل مكان، وإلى غزة أيضاً، حيث قُتل في غضون عامين 62 ألف مدني بريء، بما في ذلك 18 ألف طفل، بوحشية».
شددت أمينة أردوغان على المأساة التي يعيشها أطفال غزة، حيث يُستشهد طفل كل 45 دقيقة، ووصف صندوق الأمم المتحدة للأطفال سطح القطاع بأنه «جحيم»، وأرضه «مقبرة للأطفال»، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال استشهدوا دون أن نعرف أسماؤهم، وأن آخرين يعيشون صدمات نفسية كبيرة، ويفقدون القدرة على الابتسام، ويعانون من آثار الحرب العميقة.
وتابعت في رسالتها: «هل تخيلتم يوماً أن مصطلح الجندي المجهول، الذي يُستخدم للإشارة إلى الجنود المجهولين في الحروب، سيُطلق على الأطفال يوماً ما؟، إن عبارة رضيع مجهول الهوية المكتوبة على أكفان آلاف من أطفال غزة الذين لم يبق لهم أحد، الذين لا يُمكن حتى تحديد أسمائهم، تُسبب جروحاً لا تندمل في ضميرنا الجماعي، لقد أُصيب هؤلاء الأطفال بانهيار نفسي، ونسوا تماماً كيف يبتسمون، ويبكون في الميكروفونات، قائلين إنهم يتمنون الموت، ويحملون في قلوبهم البريئة إرهاق حربٍ لا طاقة لهم بها، في غزة، يُسجل التاريخ تحول شعر الأطفال الأيتام الصغار إلى الشَّيب من شدة الألم والخوف اللذين لا يوصفان، اللذين يعيشون فيهما باستمرار»، وأكدت في رسالتها أن أطفال أوكرانيا ليسوا وحدهم من يكتمون ضحكاتهم، بل يستحق أطفال فلسطين أيضاً الفرح والحرية والمستقبل الكريم.
رسالة إلى نتنياهو
ورأت أمينة أردوغان أنه "سيكون من دواعي سرورها البالغ أن ترسل عقيلة الرئيس الأمريكي رسالةً تُعبّر عن دعوتها القوية لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، معلقة على ذلك قائلة:«في هذه الأيام، إذ يشهد العالم صحوة جماعية، وقد أصبح الاعتراف بفلسطين إرادةً عالمية، أعتقد أن دعوتكم من أجل غزة ستسدد مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، معتبرة أن هذا الإجراء يمثل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني».
ووصفت ما يحدث في فلسطين بأنه أكثر من مجرد إبادة جماعية، بل هو فرض نظام دولي تعسفي، إذ يمكن التقليل من قيمة أي شخص وأي شيء من أجل مصالح وراحة قلة من المتميزين، ودعت إلى توحيد أصواتهم وقوتهم ضد هذا النظام المشوه، إذ تعتبر حياة الأطفال في بعض أجزاء العالم أقل قيمة من غيرها، مؤكدة على ضرورة الدفاع عن قواعد القانون الدولي المهترئة وقيمنا الإنسانية المشتركة، والتوحد حول مبدئنا المشترك، وقالت: "عندها فقط يمكننا أن نغذي أمل الجيل القادم، الذي يُدفع يوماً بعد يوم نحو اليأس في مواجهة هذه الوحشية، عندها فقط يمكننا الحديث عن إمكانية إعادة الفرح إلى الأطفال الذين كُتمت ضحكاتهم، وعن سلام مستدام ودائم في جميع أنحاء العالم»
أمينة اردوغان: فقدنا 18885 رضيعاً وطفلاً من غزة
وأوضحت :«بصفتي أمّاً، وامرأة، وإنسانة، أشارككم بعمق المشاعر الواردة في رسالتكم، وآمل أن تمنحوا الأمل نفسه لأطفال غزة، الذين يتوقون أيضاً إلى السلام والهدوء، فلقد فات الأوان بالفعل على 18885 رضيعاً وطفلاً من غزة فقدناهم مثل هند رجب ذات الست سنوات، التي قُتلت بـ335 رصاصة، وريم ذات الثلاث سنوات، التي ودَّعها جدُّها وهو يقبّل عينيها اللتين كانتا في يوم من الأيام مرحتين وذابلتين، ومع ذلك، لا تزال لدينا فرصة للمزيد، أكثر من مليون طفل غزّي نجوا، لقد حان الوقت».
ودعت في ختام رسالتها إلى توحيد الأصوات والجهود ضد هذا النظام العالمي المشوّه، الذي يقلل من قيمة حياة الأطفال في بعض أنحاء العالم، مؤكدة أهمية الدفاع عن القانون الدولي والقيم الإنسانية المشتركة، والعمل على استعادة الأمل والفرح للأطفال في غزة وضمان سلام مستدام وعادل في العالم.