عاجل

الشنطة فيها كتاب دين.. حكم وضع كتب العلم الشرعي على الأرض

وضع كتب العلم الشرعي
وضع كتب العلم الشرعي على الأرض

العلم الشرعي ميراث الأنبياء، والكتب التي تحمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأسماء الله تعالى لها حرمة عظيمة في الشريعة الإسلامية. وقد أجمع العلماء على وجوب صيانة هذه الكتب واحترامها، باعتبارها من تعظيم شعائر الله تعالى. قال الإمام ابن حجر الهيتمي: "القرآن وكل اسم معظم كاسم الله أو اسم نبي له يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه".

الأدلة الشرعية على تعظيم كتب العلم

ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30]، وقوله: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
وبناءً على ذلك، أكد الفقهاء أن احترام كتب العلم الشرعي وما تحويه من ذكر الله يعد من تقوى القلوب، وصيانتها واجب على المسلم.

حكم وضع كتب العلم على الأرض

تقول دار الإفتاء: أجمع الفقهاء على كراهة وضع كتب العلم الشرعي على الأرض من غير حاجة، واعتبروا ذلك منافياً للتوقير الواجب. كما كرهوا مدّ الرجل إليها أو وضع شيء فوقها، حتى لو كان كتبًا أخرى أو ملابس، وذلك تعظيمًا لما تحتويه من آيات وأحاديث.
قال الكمال ابن الهمام: "يكره أن يمد رجليه في النوم وغيره إلى القبلة أو المصحف أو كتب الفقه إلا أن تكون على مكان مرتفع عن المحاذاة".

وأضافت الإفتاء أن ذهب بعض العلماء إلى أن الحكم قد يصل إلى التحريم إذا كان في وضع الكتب على الأرض أو التعامل معها نوع استخفاف أو امتهان. فقد نص ابن مفلح في الآداب الشرعية أن الاتكاء على المصحف أو كتب الحديث أو ما فيه شيء من القرآن محرم اتفاقًا. كما نقل عن الإمام أحمد غضبه ممن ألقى كتابًا على الأرض قائلاً: "هكذا يُفعل بكلام الأبرار؟!".

احترام كتب العلم الشرعي واجب شرعي، وصيانتها من مظاهر تعظيم شعائر الله. ويكره وضعها على الأرض بلا حاجة أو وضع شيء فوقها، ويصل الحكم إلى التحريم إذا تضمن الفعل استخفافًا أو إهانة. فالمسلم مأمور بتوقير العلم وأهله، وحفظ الكتب الشرعية في مكان يليق بعظمتها.

آداب التعامل مع كتب العلم الشرعي

أوصى العلماء بضرورة مراعاة آداب خاصة عند التعامل مع كتب العلم الشرعي، مثل وضعها في أماكن نظيفة ومرتبة، والحرص على ألا تمتد إليها الأيدي بغير وضوء عند احتوائها على آيات قرآنية. كما يُستحب حفظها في مكتبات أو أرفف مرتفعة صونًا لها من الامتهان، وعدم تركها في أماكن مزدحمة أو معرضة للنجاسة أو الأذى. وتلك الآداب تعكس مكانة هذه الكتب في قلوب المسلمين وحرصهم على تعظيم ما فيها من ذكر الله وأحاديث نبيه ﷺ.

تم نسخ الرابط