عاجل

ماهر فرغلي: الإخوان وحماس تاريخ طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية|فيديو

ماهر فرغلي
ماهر فرغلي

في حلقة مثيرة من برنامج «نظرة» الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على قناة صدى البلد، كشف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي عن تفاصيل جديدة تتعلق بالبنية المالية لحركة حماس، ودور جماعة الإخوان المسلمين في المتاجرة بالقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة.

الرواتب الدولارية لكتائب القسام

أكد ماهر فرغلي أن أعضاء كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يتقاضون رواتب شهرية بالدولار الأمريكي تُحدد حسب الرتب العسكرية، مثل "ملازم" و"عقيد" و"عميد"، وأوضح أن هذه الرواتب تمثل إغراءً كبيراً لبعض الأفراد، ما يدفعهم إلى استغلال القضية الفلسطينية ليس من باب الدفاع عنها، وإنما لتحقيق مكاسب مادية ومنافع شخصية.

وأشار فرغلي إلى أن هذا النظام المالي لا يختلف كثيراً عن هياكل الجيوش النظامية، لكنه يتناقض مع الخطاب الدعائي الذي تتبناه الحركة عند تقديم نفسها كحركة مقاومة مسلحة لا تبحث عن المكاسب الدنيوية.

انقسامات داخلية نتيجة المتاجرة بالقضية

وشدد الباحث على أن ما تشهده حماس من انقسامات داخلية وصراعات متكررة هو نتيجة طبيعية لسياسة المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين، منذ حرب 1948، استخدمت فلسطين كأداة سياسية لتحقيق نفوذ إقليمي، وأن هذا النهج انعكس بوضوح في ممارسات حركة حماس التي تعد الذراع الأقوى للجماعة في الساحة الفلسطينية.

وأكد أن القضية تحولت مع مرور الوقت من قضية تحرر وطني إلى ورقة تفاوضية ومصدر تمويل ضخم، مما ساهم في إضعاف وحدة الصف الفلسطيني وأدى إلى فقدان جزء كبير من الدعم الشعبي.

شهادات تاريخية تكشف التلاعب بالأموال

واستشهد فرغلي بكتاب القيادي الإخواني السابق محمود الصباغ «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ»، موضحاً أن جزءاً ضخماً من الأموال التي كانت تُجمع في الدول العربية والإسلامية تحت شعار "دعم فلسطين" لم يكن يصل إلى الأراضي المحتلة.

وكشف أن الإخوان كانوا يستقطعون نسباً كبيرة من هذه التبرعات لتوظيفها في مشاريعهم التنظيمية، الأمر الذي شكّل فضيحة صامتة لم تُكشف أبعادها الكاملة إلا لاحقاً عبر شهادات من داخل التنظيم نفسه.

85% من المساعدات لا تصل للفلسطينيين

في تصريح صادم، قال فرغلي إن نحو 85% من المساعدات التي يُفترض أن تُوجَّه إلى الأراضي المحتلة لا تصل إلى مستحقيها، بل يتم توجيهها لتمويل نشاطات الإخوان السياسية والتنظيمية. وأضاف أن هذه الأموال تُستخدم في بناء شبكات نفوذ، وشن حملات انتخابية، وتجنيد أعضاء جدد، بالإضافة إلى كسب تعاطف دولي يمنح الجماعة مكانة سياسية لا تتناسب مع حجمها الواقعي.

وأكد أن هذه الممارسات تضعف الثقة الشعبية في العمل الخيري وتؤدي إلى عزوف العديد من المتبرعين الذين اكتشفوا أن أموالهم لا تصل إلى الشعب الفلسطيني بل تذهب إلى قنوات مشبوهة.

حماس كواجهة سياسية للإخوان

بحسب تحليل فرغلي، فإن حركة حماس تمثل أداة استراتيجية بيد جماعة الإخوان المسلمين على المستويين الإقليمي والدولي. فهي من ناحية واجهة "مقاومة" تجذب التعاطف العربي والإسلامي، ومن ناحية أخرى منصة سياسية يمكن استغلالها لابتزاز الأنظمة العربية والحصول على دعم دولي.

وأوضح أن هذا الازدواج في الأدوار يفسر التناقض بين الخطاب العاطفي الذي يخاطب الجماهير العربية، وبين الواقع العملي الذي تحكمه الحسابات المالية والمصالح التنظيمية الضيقة.

القضية الفلسطينية بين التبضع والاستقطاب

ووصف فرغلي القضية الفلسطينية بأنها تحولت بالنسبة للإخوان إلى "قضية للتبضع والاستقطاب"، أي أنها أصبحت سلعة سياسية تُستخدم للترويج للجماعة واستقطاب المزيد من الأنصار. وأكد أن هذا الاستخدام الانتهازي للقضية أضر بشكل مباشر بقدسيتها وأضعف حضورها في وجدان الشعوب.

كما أوضح أن استمرار هذا النهج يهدد مستقبل النضال الفلسطيني، ويجعل القضية عرضة للمساومات والابتزاز السياسي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

دعوة لمراجعة شاملة

في ختام حديثه، شدد فرغلي على ضرورة أن تكون هناك مراجعة جذرية لأساليب إدارة القضية الفلسطينية بعيداً عن الحسابات التنظيمية والارتباطات الحزبية. وأكد أن القضية لا بد أن تعود إلى إطارها الطبيعي كقضية تحرر وطني جامع، لا كوسيلة لكسب الأموال أو تعزيز النفوذ السياسي.

كما دعا المثقفين والإعلاميين العرب إلى كشف الحقائق للرأي العام وعدم ترك الساحة لخطابات الدعاية التي تستغل مشاعر الشعوب دون أن تقدم شيئاً حقيقياً على الأرض.

 

تم نسخ الرابط