حامد فارس: نتنياهو ينسف حل الدولتين ويسعى لترسيخ التهجير القسري|فيديو

أوضح الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى" ليست مجرد زلة لسان أو رأيًا شخصيًا عابرًا، بل تعكس توجهًا استراتيجيًا مدروسًا يستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة جغرافيًا وسياسيًا، على حساب الحق الفلسطيني في الأرض والدولة.

نتنياهو مؤمن بإسرائيل الكبرى

وأشار خلال لقائه عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن ما جاء في أحد اللقاءات الإعلامية مع نتنياهو، حيث صرح بأنه "مؤمن بإسرائيل الكبرى"، كان يجب أن يُواجه بسؤال مباشر حول حدود هذا الكيان المزعوم، إلا أن غياب هذا السؤال عمق الشكوك حول وجود تنسيق مسبق بين نتنياهو والمذيع الإسرائيلي، لتوجيه الرسائل الدعائية دون إزعاج أو إحراج.

ونوه إلى أن الإعلام الإسرائيلي لا يلعب فقط دور الناقل للأحداث، بل يعمل كأداة دعائية منظمة لتمرير المفاهيم الاحتلالية، مثل "إسرائيل الكبرى"، دون نقاش أو مساءلة، وهو ما يعكس توافقًا بين الأجندة السياسية للحكومة اليمينية المتطرفة وأدواتها الإعلامية.

 نتنياهو يعمل على نسف فكرة حل الدولتين بالكامل

وأكدوا أن نتنياهو لا يسعى فقط لتحقيق "صفقة كبرى" كما يزعم، بل يعمل على نسف فكرة حل الدولتين بالكامل، وذلك من خلال ما يجري في غزة الآن، تمهيدًا لتنفيذه في الضفة الغربية لاحقًا، رغم غياب حركة حماس عن المشهد هناك.

تهجير لا إعمار: استراتيجية التدمير الكامل

وأكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس مجرد حرب عسكرية، بل حرب إبادة منظمة، تستهدف تدمير البنية التحتية للقطاع وتحويله إلى أرض محروقة، الأمر الذي يعكس نية مبيتة لتهجير السكان قسرًا، وليس فقط إخضاعهم، مضيفا:"إن ما يُمارس اليوم هو تهجير قسري، وليس فقط حصارًا أو تضييقًا.

ونوه إلى أن الحكومة الإسرائيلية وافقت رسميًا على خطة لإعادة فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على قطاع غزة، تزامنًا مع خطوات استدعاء 60 ألفًا من قوات الاحتياط، إلى جانب مخطط "E1" الخطير، الذي يهدف إلى فصل القدس عن الضفة الغربية وشطر الضفة نفسها إلى شمال وجنوب، وهو ما يمثل مسمارًا في نعش مشروع الدولة الفلسطينية.

التكلفة الباهظة.. والعجز عن الحسم

وأشار إلى أن التقديرات الاقتصادية تؤكد أن إعادة احتلال قطاع غزة، إذا تم خلال عام واحد، قد يُكلف إسرائيل نحو 5.3 مليار دولار، وهي أرقام موثقة صادرة عن مؤسسات مالية واقتصادية إسرائيلية، مضيفا:" هذا العبء المالي، بالإضافة إلى الكلفة البشرية والسياسية، يجعل من تنفيذ المخطط أمرًا شديد التعقيد.