الاتحاد الفلسطيني يرد على النرويجي: اجعلوا كرة القدم درعًا للكرامة الإنسانية

أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا رسميًا، أوضح فيه موقفه من الأزمة الأخيرة المتعلقة ببطولة كأس فلسطين، مؤكدًا تمسكه بحقوق الأندية الفلسطينية، ورافضًا أي محاولات لتجاوز اللوائح المنظمة للمسابقة.
البيان الفلسطيني وصف الخطوة بأنها أكثر من مجرد مبادرة رياضية، بل رسالة إنسانية وأخلاقية قوية تعكس روح التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، في وقت يعيش فيه سكان غزة أوضاعًا مأساوية نتيجة الحصار والعدوان المستمر.
ما وراء القرار النرويجي
بحسب البيان، فإن الاتحاد الفلسطيني يرى في هذه الخطوة النرويجية موقفًا شجاعًا يتجاوز حدود المستطيل الأخضر، حيث يوجّه رسالة للعالم مفادها أن كرة القدم لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الظلم وانتهاك حقوق الإنسان. وأضاف البيان أن الاتحاد النرويجي أثبت أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة فاعلة للدفاع عن القيم الإنسانية مثل الكرامة والحرية واحترام الحياة.
دعوة للتضامن الدولي
وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الفلسطيني بقية الاتحادات والجهات الرياضية في مختلف أنحاء العالم إلى أن تحذو حذو النرويج، وأن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وخاصة الرياضيين والشباب الذين يواجهون تحديات قاسية في ظل الاحتلال. وأكد البيان أن الرياضة يجب أن تكون أداة لبناء السلام ونشر العدالة، لا أداة للتواطؤ مع الانتهاكات.
التزام فلسطيني بروح اللعبة
كما شدد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على التزامه الراسخ بالدفاع عن نزاهة اللعبة وحماية رسالتها الإنسانية، مؤكّدًا أنه سيواصل العمل من أجل ضمان ألّا تتحول كرة القدم إلى منصة تُستخدم لتبييض الانتهاكات أو التغطية على الجرائم بحق المدنيين. وأوضح أن الرياضة الفلسطينية، رغم المعاناة الكبيرة، ما زالت تتمسك بالأمل في أن تكون جزءًا من نضال شعبي شامل من أجل الحرية والكرامة.
خطوة تلهم العالم
ويرى محللون أن القرار النرويجي قد يشكل سابقة أخلاقية مهمّة، يمكن أن تفتح الباب أمام اتحادات رياضية أخرى في أوروبا والعالم لاتخاذ مواقف مشابهة. فالمبادرة النرويجية تحمل بعدًا رمزيًا عميقًا، إذ إنها تأتي في مواجهة مباشرة مع منتخب يمثل دولة متهمة بانتهاكات جسيمة ضد حقوق الفلسطينيين، ما يجعلها أقرب إلى صرخة احتجاج بقدر ما هي مبادرة دعم إنساني.
وختم الاتحاد الفلسطيني بيانه بالتأكيد أن هذه الخطوة لن تُنسى في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وأنها تمثل بارقة أمل وسط الظلام الذي تعيشه غزة. ووجّه الاتحاد شكره العميق إلى الاتحاد النرويجي وجماهيره، مؤكدًا أن "التاريخ سيحفظ هذه المواقف، التي تُظهر أن كرة القدم يمكن أن تكون صوتًا للإنسانية قبل أن تكون مجرد منافسة رياضية."