خبير اقتصادي: مشاركة مصر في قمة "تيكاد 9" تعزز موقعها كمركز صناعي بإفريقيا
أكد الدكتور محمد الشوادفي، الخبير الاقتصادي، أن مشاركة مصر في قمة "تيكاد 9" المنعقدة بطوكيو، والتي يترأس وفدها الرسمي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تعكس بوضوح التوجه الاستراتيجي للدولة المصرية نحو تعزيز دورها في القارة الإفريقية، وكذلك انخراطها النشط في مبادرات التنمية الإقليمية والدولية.
مصر كجسر استراتيجي إلى إفريقيا
وقال الشوادفي، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن قمة "تيكاد" تمثل منصة مهمة أطلقتها اليابان لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع دول القارة، مشيرًا إلى أن الدورة التاسعة من القمة تأتي في توقيت دقيق تسعى فيه الدول الإفريقية لجذب مزيد من الاستثمارات، وتطوير قدراتها في مجالات التكنولوجيا والابتكار والتنمية المستدامة.
وأوضح الشوادفي أن اليابان ترى في مصر بوابة استراتيجية ومحورية للانطلاق نحو السوق الإفريقية، بحكم موقعها الجغرافي المتميز، وخبرتها المتراكمة في ملفات الإصلاح الاقتصادي، وتوطين الصناعة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
مصر كمركز صناعي إقليمي
وأشار إلى أن مصر، من خلال مشاركتها في هذه القمة، تسعى لتأكيد مكانتها كمركز صناعي إقليمي قادر على استضافة المصانع والشركات اليابانية، بما يتيح لها إعادة تصدير المنتجات إلى إفريقيا، وخفض فاتورة الواردات، ورفع نسبة المكون المحلي في الصناعات الوطنية.
ونوه الخبير الاقتصادي إلى أن قمة "تيكاد 9" تمثل فرصة فريدة لفتح آفاق تعاون جديدة بين مصر واليابان، خاصة في ظل سعي اليابان إلى التوسع في إفريقيا كقوة اقتصادية منافسة لكل من الصين والولايات المتحدة.
وأكد أن الدورة الحالية من القمة تختلف عن سابقاتها من حيث الطموح والشمول، حيث تتضمن نماذج وآليات يابانية واضحة لاختراق السوق الإفريقية، ما يستدعي وجود مراكز انطلاق موثوقة، وتعد مصر أبرز هذه المراكز نظرًا لما تمتلكه من بنية تحتية قوية ومناخ استثماري جاذب.
اليابان تخطط لإنشاء ممر اقتصادي يمتد من الهند
وقال إن اليابان تخطط لإنشاء ممر اقتصادي يمتد من الهند، مرورًا بالشرق الأوسط، وصولًا إلى إفريقيا، مشيرًا إلى أن القاهرة مرشحة للعب دور محوري في هذا المشروع، الذي من شأنه إحداث تحولات تنموية كبرى، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
أوضح الشوادفي أن مشاركة مصر في "تيكاد 9" تمثل رسالة واضحة للعالم بأن القاهرة مستمرة في توسيع علاقاتها الدولية، خاصة مع القوى الاقتصادية الكبرى، وأنها تسعى لتثبيت مكانتها كمركز صناعي، وتجاري، واستثماري في القارة الإفريقية، ولعب دور محوري في رسم مستقبل التنمية الإقليمية.
