بعد توليه مهام عمله.. وكيل أوقاف أسيوط يفتتح مسجد الموحدين بقرية الزورة

افتتح الدكتور عيد خليفة وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة أسيوط مسجد الموحدين بقرية الزورة – مركز ديروط، وذلك في أولى جولاته الميدانية بعد توليه مهام عمله الجديد وكيلًا للوزارة بالمحافظة، ليجسد بذلك حرص وزارة الأوقاف على عمارة بيوت الله تعالى في القرى والمدن، وتفعيل دورها الدعوي والتربوي في خدمة المجتمع.
منارات للعلم والوعي والإيمان
وجاء هذا الافتتاح تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، الذي يولي أهمية كبرى لرسالة المساجد باعتبارها منارات للعلم والوعي والإيمان، ومراكز لتجديد الخطاب الديني، وتحقيق التوازن بين التدين الصحيح والانتماء الوطني، بما يسهم في بناء إنسان مصري متوازن، يجمع بين التدين الحق والانتماء الصادق لوطنه.
حضور رسمي وشعبي كبير
شهد الافتتاح حضورًا رسميًا وشعبيًا كبيرًا، وجمع من القيادات الدينية والتنفيذية بالمحافظة، يتقدمهم: الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، ومحمد عيد عبد الجواد، والشيخ ناصر محمد السيد علي مدير المتابعة.
والشيخ أحمد كمال علي رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة، والشيخ أحمد عيسى دياب. مدير إدارة أوقاف ديروط شمال، والشيخ أحمد محمود عبد الكريم. رئيس قسم المساجد بإدارة أوقاف شمال ديروط، والشيخ محمد طلعت ناجي. مدير إدارة أوقاف القوصية شرق، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، إلى جانب جموع من أبناء قرية الزورة ورواد المسجد الكرام، الذين غمرتهم البهجة بعمارة بيت جديد من بيوت الله، يعد إضافة رائدة في خدمة الدعوة ونشر الوعي الديني.
معنى عميق للثبات على الإيمان
وألقى الدكتور عيد خليفة خطبة الجمعة بمسجد الموحدين، والتي جاءت تحت عنوان: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها"، مستلهمًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم المعنى العميق للثبات على الإيمان، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، وعدم الانجراف وراء الأهواء والتقلبات.
وأوضح أن الشجرة التي لا يسقط ورقها تمثل المؤمن الصادق، الذي يبقى ثابتًا على مبادئه، راسخًا في إيمانه، نافعًا لمجتمعه، كما تبقى الشجرة الطيبة ثابتة في الأرض سامقة في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
قيمة الصبر والثبات في حياة المسلم
وبين أن هذه الصورة النبوية البليغة تجسد قيمة الصبر والثبات في حياة المسلم، وتدعوه إلى أن يكون عنصر بناء وإصلاح، لا معول هدم وفساد.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف في كلمته أن المساجد ليست حجارة أو جدرانًا فحسب، وإنما هي مدارس إيمانية ومراكز للتربية والوعي، ومصانع لتخريج أجيال تعرف ربها ودينها ووطنها حق المعرفة، وأنها الحصون الحقيقية التي تحمي الشباب من الانحراف والتطرف، وتغرس فيهم القيم الرفيعة والأخلاق النبيلة.
تحويل المساجد إلى منارات علم ووعي
وأضاف أن وزارة الأوقاف تسعى من خلال خطتها الطموحة إلى تحويل المساجد إلى منارات علم ووعي، تحتضن المصلين بروحانية العبادة، وتفتح لهم أبواب الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، بعيدًا عن الغلو والتشدد، وبما يرسخ قيم الوسطية والاعتدال.
وأشار الدكتورعيد خليفة إلى أن المسجد في الإسلام لم يكن مجرد مكان للصلاة، بل كان منذ عهد النبي ﷺ مقرًا لتعليم العلم، وإدارة شؤون المجتمع، وميدانًا للترابط والتآخي بين المسلمين. ومن هنا فإن بناء المساجد في العصر الحاضر هو تأكيد على استمرارية هذا الدور، وتجديد لمعنى عمارتها بالعبادة والعلم والتربية والإصلاح.
أجر بناة المساجد
كما شدد “خليفة” على أن أجر بُناة المساجد عظيم عند الله تعالى، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة"، داعيًا كل مقتدر إلى الإسهام في هذه الأعمال المباركة التي تبقى صدقة جارية يستمر نفعها وأجرها إلى يوم القيامة.
وفي ختام كلمته، تقدم وكيل وزارة الأوقاف بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في بناء مسجد الموحدين، سواء بالتبرع أو بالإشراف أو بالجهد والعمل، مؤكّدًا أن هؤلاء جميعًا شركاء في الأجر والثواب، وأن ما بذلوه من مال وجهد سيبقى شاهدًا لهم يوم يلقون الله عز وجل.
وبعد الانتهاء من فعاليات الافتتاح، ارتفعت أكف الدعاء من الحاضرين، مبتهلين إلى الله أن يتقبل هذا المسجد في سجل الأعمال الصالحة، وأن يجعله منارة للذكر والعبادة، وأن يبارك في أهله ورواده، وأن يحفظ مصرنا الغالية من كل سوء، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
وأكدت وزارة الأوقاف المصرية أن عمارة المساجد ليست عملاً إنشائيًا فحسب، بل هي رسالة إيمانية ووطنية، تهدف إلى بناء الإنسان، وحماية المجتمع، وترسيخ القيم الدينية والإنسانية، بما يعزز من مسيرة التنمية والإصلاح التي تشهدها الدولة المصرية في مختلف المجالات.