ما هو الصراط المستقيم في سورة الأنعام؟.. تفسير عظيم للآية 153

ما هو الصراط المستقيم في سورة الأنعام؟، سؤال نوضح معناه حيث سائل يقول: ما معنى قول الله عز وجل :(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ).
ما هو الصراط المستقيم في سورة الأنعام؟
يقول الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر في بيانه الصراط المستقيم الوارد في الآية: الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات). والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة أنه قال :(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ،وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة). والواحد الناجية هم أهل السنة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان ،أهل التوحيد والإيمان، والثنتان والسبعون كلهم متوعدون بالنار .
وقال: فإن الإسلام أمر بالوحدة والاتحاد، ونهى عن الفرقة والتشرزم والانقسام فقال سبحانه :(وإن هذه أمتكم أمة واحدة). وقال المولى الكريم :(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء).
وقال عز من قائل :(من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون). وأخيرا وليس آخرا قال الرب القدير والمولى الكريم :(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
وبخصوص واقعة السؤال نقول: وجد في قوله تعالى :(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوني أكثر من معنى على النحو الآتي :
قال حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بشأن تفسير الآية محل السؤال: أمر الله المسلمين بالجماعة والوحدة ،ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة ،وأخبرهم بأنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات .
وبمثل المعنى السابق وهو دعوة الآية إلى الوحدة ولزوم الجماعة روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ بيده ثم قال :هذا سبيل الله مستقيما ،وخط عن يمينه وعن شماله ثم قال :هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعون إليه ،ثم قرأ صلى الله عليه وسلم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ).
وبمثل ذلك روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه، والمعنى الجامع لهذه الروايات ذات المعنى الواحد أن سبيل الله واحد ،وان من اتبعه فاز ونجا وغير سبيل الله سبل متعددة من اتبعها كان من الخاسرين أعمالا.
وتابع: من المعاني التي فسر بها أهل العلم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) ما يدل أن في الآية إشارة إلى الصراط المضروب على ظهر جهنم والذي يكون محل مرور من الخلائق أجمعين.
قال ابن جرير عن أبان بن عثمان أن رجلا قال لابن مسعود رضي الله عنه: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة ،وعن يمينه جواد ،وعن يساره جواد، ثم رجال من مر بهم فمن أخذ في تلك الحواد انتهت بهم إلى النار ،ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة ،ثم قرأ ابن مسعود (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوني ).
وفريق ثالث من أهل العلم من خرج الآية مخرج الأمثال .
عن النواس بن سمعان عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(ضرب الله مثلا صراطًا مستقيمًا، وعن جنبتي الصراط سوران ،فيهما أبواب مفتوحة ،وعلى الأبواب ستور مرخاة ،وعلى باب الصراط داع يقول :يا أيها الناس هلموا ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا ،وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال :ويحك لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه (تدخله) .
وشدد: الصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ،والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم). رواه أحمد والترمذي والنسائي .
وتساءل: لماذا وحد وأفرد سبيل الله، وجمع السبل غيره؟، ليوضح: إنما أفرد ووحد سبيله لأن الحق واحد لا يتعدد، وجمع السبل غيره لتشعبها وتفرقها .