عاجل

حكم صلاة المصلّي إذا أصاب ثوبه أو بدنه نجاسة مجهولة.. الإفتاء توضح

نجاسة الثوب
نجاسة الثوب

تعتبر طهارة البدن والثوب من الشروط الأساسية لصحة الصلاة، وقد اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أن أي نجاسة تصيب الثوب أو البدن تؤثر على صحة الصلاة. فإذا أصيب المصلّي بنجاسة علم مكانها، يكفيه غسل الموضع المصاب فقط لإزالة الحكم، أما إذا لم يعرف مكانها، فيلزم غسل جميع البدن أو الثوب الذي أصابته النجاسة لضمان صحة الصلاة.

أراء الفقهاء

وقد بيّن الفقهاء هذه القاعدة بوضوح. فقال العلامة الشرنبلالي الحنفي إنه من أصابته نجاسة ولم يعرف موضعها، يغسل جميع بدنِه أو ثوبه احتياطًا. وأوضح الحَطَّاب المالكي أن غسل جميع ما شك في إصابة النجاسة به واجب إذا لم يتميز موضعها، لضمان إزالة النجاسة. ووافقهم في ذلك الإمام النووي الشافعي، كما نص ابن قدامة الحنبلي على أنه إذا أصاب الثوب نجاسة وشكّ في موضعها، لا تزول النجاسة إلا بغسل كل الثوب.

في المقابل، يرى الحنفية أن النجاسة إذا أصابت الثوب أو البدن ولم يعرف موضعها، يكفي غَسْل طرف الثوب أو البدن، وهو المذهب المختار لديهم، مع أنه يُستحب غسل الجميع احتياطًا. وقد أشار ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" إلى أن غَسْل الجميع مستحب لكنه ليس واجبًا عند الحنفية، ويكفي تنظيف الطرف المتأثر بالنظافة العامة.

وبناءً على هذه الأدلة الفقهية، فإن التعامل مع النجاسة المجهولة يعتمد على معرفة المصلّي لمكانها. فإذا عرفه، يغسل هذا الموضع فقط، وإذا لم يعرفه، يُغسل جميع البدن أو الثوب المتأثر، مع مراعاة المذهب الفقهي الذي يتبعه المصلّي. ويهدف هذا الحكم إلى الحفاظ على صحة الصلاة ورفع الضرر عن المصلّي، بما يتوافق مع قواعد الشريعة الإسلامية التي تبيح الرخصة عند تعذر إزالة النجاسة جزئيًا.

إن الالتزام بهذه القواعد يضمن للمسلم أداء صلاته على الوجه الشرعي الصحيح، ويجنبه الإشكاليات المتعلقة بصحة الصلاة بسبب النجاسة الخفية. كما يُظهر هذا الحكم حكمة الشرع في مراعاة ظروف المكلف وقدرته على التطهير، مع الحفاظ على الطهارة الضرورية لأداء العبادة على أكمل وجه.

حكم الفتح على الإمام لتصحيح القراءة أثناء الصلاة

أوضحت دار الإفتاء أن مسألة رد الإمام أو الفتح عليه لتصحيح القراءة أثناء الصلاة من القضايا التي قد تثير جدلًا داخل المساجد، نظرًا لما قد ينشأ عنها من ضوضاء أو خلاف بين المصلين. وأكدت الفتوى أن الأصل في الصلاة هو الخشوع والسكينة، وأن تنبيه الإمام على خطئه في القراءة يجب أن يكون وفق ضوابط دقيقة تحفظ قدسية الصلاة وانتظامها.

تم نسخ الرابط