ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟ الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تخصيص أيام معينة لأداء صلاة قيام الليل جماعة، مشددة على أن مثل هذه المبادرات لا حرج فيها، سواء كانت ركعتين بعد صلاة العشاء أو أكثر، بنية الدعاء وطلب القرب من الله عز وجل، مستشهدة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة النوافل جماعة.
وقالت دار الإفتاء إن الصلاة عماد الدين، وفرض الله سبحانه وتعالى خمس صلوات يومية كفريضة على الأمة الإسلامية، مع سنن تابعة للفروض وغير تابعة لها، مستشهدة بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (رواه مالك)، مؤكدة على فضل صلاة الجماعة وثوابها العظيم.
الدليل من السنة النبوية
وأشارت الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي النوافل جماعة أحيانًا، كما في قيام الليل، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى مع الصحابة في رمضان ركعتين جماعة، وفي الليلة الثانية صلى معهم جمع أكبر، ثم في الليلة الثالثة لم يظهر خوفًا أن تُفرض على الأمة. وأكدت دار الإفتاء أن هذه الصلوات لا تخرج عن كونها من قيام الليل، وأن أداء النوافل جماعة جائز ومحبذ شرعًا.
ونقلت دار الإفتاء عن الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حادثة قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين جماعة بعد تناول الطعام، وكيف اصطف الصحابة واليتيم والعجوز خلفه، مبينة أن هذه الواقعة توضح جواز صلاة النافلة جماعة في غير أوقات الفروض. وأكدت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لمن صلى خلفه بكل خير من خير الدنيا والآخرة، مما يدل على فضل القيام جماعة والدعاء معًا.
وفيما يخص واقعة السؤال حول قيام أهالي البلدة يومي الإثنين والخميس بصلاة ركعتين جماعة بعد صلاة العشاء، ومع استمرار الصلاة جماعة في أيام عشر ذي الحجة بنية قيام الليل والقنوت، أوضحت دار الإفتاء أن هذا المشروع لا يتعارض مع الشريعة، بل يعزز روح الجماعة، ويتيح للمصلين الدعاء سوياً لفرج الأمة الإسلامية ونيل البركة من الله تعالى.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن هذه الأعمال التعبدية من قيام الليل جماعة مستحبة، وأنها ترفع قدر المسلم عند الله وتزيد أجره وثوابه، مشيرة إلى أن الالتزام بسنن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة سواء كانت نافلة أو فرضًا، سواء منفردًا أو جماعة، من أفضل القربات التي تقرّب العبد إلى ربه وتحقق الأجر والثواب العظيم.