عاجل

أسامة شعث يكشف كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة|فيديو

الدكتور أسامة شعث
الدكتور أسامة شعث

كشف الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا مدى جدية إسرائيل في التهدئة، خلال لقائه ببرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية.

الورقة المصرية - القطرية

وأكد أسامة شعث أن الورقة المصرية-القطرية برعاية أمريكية كانت محل توافق شكلي، لكنها لم تلقَ قبولًا نهائيًا من الاحتلال، حيث رفضت الحكومة الإسرائيلية أي صفقة جزئية وأصرّت على صفقة شاملة تتضمن تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وأشار أسامة شعث إلى أن المقترح كان يتضمن بنودًا تكتيكية، مثل مواعيد الإفراج عن الأسرى وعدد الشاحنات المسموح لها بالدخول، لكنها لم تمس الجوهر الاستراتيجي للورقة، ورأى أن التغير في الموقف الإسرائيلي كان متوقعًا، نظرًا لسياسة نتنياهو وحكومته، التي ترفض أي صفقة قد تُحجم من أهداف الاحتلال على الأرض، سواء فيما يتعلق بالضفة الغربية أو قطاع غزة.

عوامل رفض إسرائيل للتهدئة

وأوضح أسامة شعث أن الحكومة الإسرائيلية تتعامل مع أي مقترح على أساس محددات رئيسية: أولا، رفض أي تنازل من شأنه أن يحد من الاستيطان أو يؤثر على مشروع "الإحلال والإجلاء" الذي يسعى الاحتلال لاستكماله منذ عام 1948. ثانيا، حرص نتنياهو على حماية موقعه السياسي وعدم السماح لأي صفقة جزئية أن تضعفه داخليًا، كما أن الهدف الاستراتيجي للسياسة الإسرائيلية يشمل إحلال الهوية اليهودية على حساب الفلسطينيين في الضفة وغزة.

وأشار أسامة شعث إلى أن الاستيطان مستمر في كل الأراضي الفلسطينية، مع خطط لاقتطاع أراضٍ في رفح شمال قطاع غزة لإقامة مستوطنات جديدة، بما يعكس تصميم الاحتلال على الاستمرار في مشروعه التوسعي، ما يجعل أي اتفاق جزئي مستحيلًا، ويقود دائمًا إلى رفض تل أبيب لأي تهدئة مؤقتة.

الصفقة الشاملة خيار نتنياهو

وأكد أسامة شعث أن نتنياهو يسعى دائمًا لصفقة شاملة، تشمل الإفراج عن الأسرى وخروج حركة حماس من المشهد العسكري والسياسي، مع إنهاء أي قدرة مسلحة للقطاع، مضيفًا أن أي محاولات لتقديم حلول جزئية غالبًا ما تُرفض، نظرًا لعدم وجود تكافؤ في القوة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، إذ أن رد الفعل الإسرائيلي يفوق كثيرًا أي قدرات عسكرية للفصائل، رغم بعض العمليات الفردية المحدودة داخل القطاع.

وأوضح أسامة شعث أن إسرائيل ترى أن أي اتفاق جزئي يوقف مشروعها الاستراتيجي، بما في ذلك الإجلاء والاستيطان والإحلال، لذلك يظل الموقف الراهن متصلبًا، مع استمرار الضغط العسكري والإعلامي لتفادي أي انتكاسة على الأرض أو أمام الرأي العام الدولي.

الرؤية الفلسطينية والتحديات

أشار أسامة شعث إلى أن حركة حماس لم تكن موافقة أصلاً على الورقة المصرية-القطرية، مطالبين بصفقة شاملة، وهو ما يوضح حجم الصعوبة في التوصل لاتفاق سريع، مردفًا أن الجانب الفلسطيني يواجه تحديات كبيرة، سواء على صعيد القوة العسكرية أو على صعيد الإعلام الدولي، الذي غالبًا ما يميل لتغطية الموقف الإسرائيلي بشكل متوازن لصالح تل أبيب.

وأضاف أسامة شعث أن أي تفاوض يتطلب فهمًا دقيقًا للعوامل الثلاثة: الحكومة الإسرائيلية، الاستراتيجية الصهيونية، والبعد الشخصي لنتنياهو، الذي يسعى لتحقيق حلمه في استكمال مشاريع الإجلاء والاستيطان والإحلال، ما يجعل أي تهدئة مؤقتة مستحيلة في الظروف الراهنة.

<strong>الدكتور أسامة شعث</strong>
الدكتور أسامة شعث

مستقبل التهدئة في غزة

وأختتم أسامة شعث بالتأكيد على أن أي أفق لوقف إطلاق النار مرتبط بقبول إسرائيل بالصفقة الشاملة التي تتضمن شروطها الاستراتيجية، وليس بالحلول الجزئية، مشددًا على أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واستراتيجية الضغوط على القطاع تجعل من الصعب التوصل إلى تهدئة مستدامة دون ضغط دولي فاعل ومستمر.

وذكر أسامة شعث أن الوضع الحالي في غزة يعكس استمرار سياسة الاحتلال في فرض أجنداته، ما يجعل الشعب الفلسطيني في مواجهة تحديات كبيرة على جميع الأصعدة، سواء الاقتصادية أو الإنسانية أو العسكرية.

تم نسخ الرابط