عاجل

الدنمارك تقدم 95 مليون دولار مساعدات إنسانية لسوريا خلال 2025 | تفاصيل

مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي

كشفت مندوبة الدنمارك الدائمة، كريستينا ماركوس لاسين، عن تقديم بلادها 95 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى سوريا خلال عام 2025، مؤكدة أن هذا الدعم يأتي في إطار التزام كوبنهاغن المستمر بمساندة الشعب السوري في مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة. 

تصريحات كريستينا ماركوس لاسين جاءت خلال جلسة مخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، ونقلتها قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

مساعدات إنسانية متواصلة

أكدت كريستينا ماركوس لاسين أن بلادها تنظر إلى الأزمة السورية باعتبارها من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم، وهو ما دفعها إلى تعزيز مخصصات المساعدات لتصل إلى عشرات الملايين من الدولارات هذا العام، مضيفًا أن هذه المساعدات ستوجّه إلى برامج الإغاثة العاجلة، ودعم المجتمعات المحلية، وتعزيز الأمن الغذائي والصحي في مختلف المناطق السورية.

وأوضحت كريستينا ماركوس لاسين أن التمويل الدنماركي سيغطي أيضًا مشروعات موجهة للفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال والنازحين داخليًا، في محاولة لتخفيف تداعيات الصراع الذي طال أمده وأثّر بشكل مباشر على الأوضاع المعيشية لملايين السوريين.

حماية العاملين الإنسانيين

شددت كريستينا ماركوس لاسين على ضرورة ضمان أمن العاملين في المجال الإنساني داخل سوريا، مؤكدة أن هذه النقطة أساسية لاستمرار وصول المساعدات إلى مستحقيها، معربه عن قلق بلادها من تكرار حوادث استهداف فرق الإغاثة أو تعرضهم لمخاطر في مناطق النزاع، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية والإنسانية.

وطالبت كريستينا ماركوس لاسين المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط لضمان حرية عمل المنظمات الإنسانية، مشيرة إلى أن حماية هؤلاء العاملين تمثل حماية مباشرة للملايين من السوريين الذين يعتمدون على جهودهم للبقاء على قيد الحياة.

الدعوة إلى انتخابات نزيهة

إلى جانب الدعم المالي والإنساني، وجهت كريستينا ماركوس لاسين رسالة سياسية واضحة للحكومة السورية، إذ طالبتها بضرورة ضمان إجراء الانتخابات المقبلة بشفافية تامة وبما يتماشى مع القوانين والمعايير الدولية،ى مبينه أن احترام حق السوريين في اختيار ممثليهم بحرية هو خطوة جوهرية نحو إنهاء حالة الانقسام وتعزيز الاستقرار.

وأضافت كريستينا ماركوس لاسين أن بلادها ترى أن الحل السياسي للأزمة السورية يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة تحت إشراف أممي.

موقف دولي داعم

وواصلت كريستينا ماركوس لاسين: "موقف الدنمارك يأتي في إطار حراك أوروبي ودولي متواصل لدعم الشعب السوري على المستويين الإنساني والسياسي، فقد سبق للعديد من الدول الأوروبية أن أعلنت عن برامج تمويل ودعم إغاثي مشابه، بالتوازي مع دعوات متزايدة للحكومة السورية إلى الانخراط في عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة جميع الأطياف."

وتبرز كريستينا ماركوس لاسين أهمية الموقف الدنماركي في هذا التوقيت، خاصة مع تصاعد التحديات الاقتصادية التي تواجه السوريين نتيجة العقوبات وتراجع البنية التحتية وتدهور الأوضاع الصحية، ما يجعل أي دعم خارجي عاملًا حاسمًا في التخفيف من الأزمة.

<strong>كريستينا ماركوس لاسين</strong>
كريستينا ماركوس لاسين

الدنمارك ورسائلها المزدوجة

وتؤكد كريستينا ماركوس لاسين أن الخطاب الدنماركي الأخير أمام مجلس الأمن على ازدواجية الرؤية بين الدعم الإنساني والضغط السياسي؛ فمن جهة تقدم كوبنهاغن عشرات الملايين من الدولارات لتخفيف المعاناة الإنسانية، ومن جهة أخرى تدعو بوضوح إلى شفافية العملية الانتخابية باعتبارها مدخلًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار المستدام.

واختتمت كريستينا ماركوس لاسين بالتأكيد أن هذا التوازن بين الإغاثة والمساءلة يعكس إدراك المجتمع الدولي أن استمرار الأوضاع الحالية في سوريا دون تقدم سياسي سيجعل المساعدات مجرد حلول مؤقتة، بينما الإصلاح السياسي قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة أكثر استقرارًا للشعب السوري.

تم نسخ الرابط