مارينا المصري: توتر دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل بعد الاعتراف بفلسطين |فيديو

تناولت الإعلامية مارينا المصري أبعاد التوتر المتنامي بين فرنسا وإسرائيل، وذلك بعد إعلان باريس نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وهي الخطوة التي اعتبرتها تل أبيب تهديدًا مباشرًا لمصالحها السياسية والأمنية.
خلال الحلقة، أوضحت مارينا المصري، في حلقة جديدة من برنامج "مطروح للنقاش" المذاع عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت حادة وغير مسبوقة، إذ اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتأجيج معاداة السامية عبر مواقفه الداعمة لحقوق الفلسطينيين. في المقابل، حيث وصفت الخارجية الفرنسية تلك التصريحات بأنها "أمر دنيء"، مؤكدة أن الموقف الفرنسي يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
واضافت مارينا المصري أن الجدل الأخير يعود إلى ما عُرف بـ "نداء نيويورك"، الذي أطلقته فرنسا أواخر يوليو الماضي بمشاركة 14 دولة أخرى، بينها كندا وأستراليا. وقد دعا البيان المشترك جميع دول العالم إلى اتخاذ خطوات فعلية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة أساسية لفرض حل الدولتين وإنهاء الصراع الممتد لعقود.
ونوهت مارينا المصري إلى أنه يعكس هذا النداء توجهًا جديدًا داخل السياسة الأوروبية، يقوم على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوسع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ما يجعل فرص التسوية السياسية تتلاشى يومًا بعد آخر.
مواقف أوروبية متباينة
وأوضحت مارينا المصري أنه لم يقتصر الجدل على فرنسا وحدها، بل امتد ليشمل مواقف أوروبية أخرى مؤثرة، أبرزها الموقف الألماني. فقد أعلنت برلين رفضها القاطع لتوسع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، معتبرة أنها تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي وتهديدًا لجهود إحلال السلام.
وتابعت مارينا المصري: "كما بدأت أصوات داخل البرلمان والحكومة الألمانية تطالب بفرض قيود على تصدير السلاح لإسرائيل، وهو تطور لافت يعكس تغيرًا تدريجيًا في الموقف الألماني المعروف تاريخيًا بتقديم دعم غير مشروط لتل أبيب، وذلك نتيجة الضغوط الحقوقية والسياسية الداخلية".
الاتحاد الأوروبي ونتنياهو
تساءلت حلقة "مطروح للنقاش" عن مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في ضوء هذه التطورات، خاصة مع تنامي الأصوات الأوروبية المطالبة باتباع نهج أكثر صرامة تجاه سياسات حكومة نتنياهو.
ورجّح محللون أن استمرار الخلاف بين باريس وتل أبيب، وتبني برلين لمواقف أكثر تشددًا، قد يقود إلى صدام واضح بين الاتحاد الأوروبي وحكومة إسرائيل، لاسيما إذا اتخذت دول أوروبية أخرى خطوات مشابهة للاعتراف بالدولة الفلسطينية أو فرض عقوبات على تل أبيب بسبب انتهاكاتها.
البعد الإقليمي والدولي للأزمة
وأكدت مارينا المصري أن هذه الأزمة تتجاوز كونها خلافًا ثنائيًا بين فرنسا وإسرائيل، لتأخذ بعدًا أوسع على مستوى الاتحاد الأوروبي والعلاقات الدولية، فالاعتراف الأوروبي المحتمل بالدولة الفلسطينية سيغير من موازين القوى في الشرق الأوسط، ويشكل ضغطًا غير مسبوق على إسرائيل للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما قالت مارينا المصري إن هذه التطورات قد تدفع الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لتل أبيب، لإعادة النظر في بعض سياساتها، خصوصًا إذا شعرت واشنطن بأن العزلة الدولية عن إسرائيل تتسع بشكل يصعب تجاهله.
مسار القضية الفلسطينية
في ختام النقاش، شددت الإعلامية مارينا المصري على أن التوتر الحالي قد يمثل فرصة حقيقية للقضية الفلسطينية، إذ يمنحها دعمًا متزايدًا داخل الاتحاد الأوروبي ويعزز من حضورها على الأجندة الدولية.

غير أن هذه التطورات تظل رهينة بمدى قدرة الدول الأوروبية على ترجمة مواقفها إلى خطوات عملية، مثل الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية أو فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل، وهي خطوات إن تمت ستعيد رسم المشهد السياسي في الشرق الأوسط بشكل كامل.