عاجل

22 دولة تدين قرار إسرائيل بالموافقة على خطة الاستيطان E1 في الضفة الغربية

الاحتلال الإسرائيلي
الاحتلال الإسرائيلي في الضفة

أصدرت 22 دولة بيانًا مشتركًا تعبر فيه عن إدانتهم الشديدة لقرار إسرائيل بالموافقة النهائية على خطة الاستيطان المعروفة باسم E1 في الضفة الغربية المحتلة.

وطالب البيان إسرائيل بالتراجع الفوري عن هذه الخطة، مؤكدًا أن القرار غير مقبول وينتهك بشكل صارخ القوانين الدولية، كما يشكل تهديدًا حقيقيًا لفرص تحقيق السلام في المنطقة.

وحذرت الدول في بيانها من أن التوسع الاستيطاني المستمر في المنطقة سيؤدي إلى تصعيد العنف وتعقيد الأوضاع على الأرض بشكل أكبر، مشددة على أن الإجراءات الأحادية التي تتبعها إسرائيل تقوض آمال تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط. وأكد البيان ضرورة احترام القانون الدولي ووقف جميع أشكال النشاط الاستيطاني.

وتتضمن خطة E1 بناء نحو 3,500 وحدة استيطانية جديدة في منطقة حساسة تقع شرق القدس، وهي خطوة يعتبرها المجتمع الدولي عقبة رئيسية أمام إتمام عملية السلام.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت، يوم الأربعاء، الموافقة النهائية على مشروع استيطاني ضخم في الضفة الغربية المحتلة، مما أثار موجة غضب فلسطيني وعالمي، وسط تحذيرات من أن المشروع قد يقضي عمليًا على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.

خطة استيطان المنطقة E1

تقع منطقة E1 شرق مدينة القدس، وهي منطقة مفتوحة ظل مشروع استيطانها محط جدل منذ أكثر من عشرين عامًا. وقد تم تجميد المشروع في مرات عدة بسبب ضغوط أمريكية من إدارات سابقة، إلا أن القرار الأخير يمثل تحولًا ملحوظًا في السياسة الإسرائيلية، خصوصًا في ظل حكومة نتنياهو ذات التوجهات اليمينية المتطرفة.

وأكد الفلسطينيون، بجانب منظمات حقوقية ودولية، أن هذا المشروع يقطع الاتصال الجغرافي الحيوي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، مما يدمر إحدى الركائز الأساسية لفكرة إقامة دولة فلسطينية. وتربط منطقة E1 بين رام الله شمالًا وبيت لحم جنوبًا، وهما مدينتان رئيسيتان في الضفة الغربية.

على الرغم من أن المسافة بين المدينتين لا تتجاوز 22 كيلومترًا، إلا أن الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش والمسارات البديلة تجعل التنقل بينهما صعبًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وكان من المتوقع أن تشكل منطقة E1 نقطة ربط مركزية في دولة فلسطينية مستقبلية.

سموتريتش: خطة الاستيطان ردًا على نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وصف وزير المالية الإسرائيلي واليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز قادة حركة الاستيطان، الموافقة على المشروع بأنها "رد عملي" على إعلان عدة دول غربية مؤخراً نيتهم الاعتراف بدولة فلسطين. 

وزعم سموتريتش: "الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة، ليس بالكلمات بل بالأفعال، فكل مستوطنة وكل حي وكل وحدة سكنية تمثل مسمارًا آخر في نعش هذه الفكرة."

يأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لحل الدولتين، مؤكداً أن حكومته ستواصل السيطرة على كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بما يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

تسارع وتيرة الاستيطان وسط انشغال دولي بغزة

وفي ظل تركيز المجتمع الدولي على الحرب في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تسارعًا ملحوظًا في عمليات التوسع الاستيطاني، وتزايدًا في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، بالإضافة إلى عمليات إخلاء قسرية للبلدات الفلسطينية، واستمرار الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية التي تحد من حركة الفلسطينيين اليومية.

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الذي يعتبر هذه المستوطنات غير شرعية.

خطة البناء السريع

تشمل الخطة بناء حوالي 3,500 وحدة سكنية مرتبطة بمستوطنة معاليه أدوميم، إحدى أكبر التجمعات الاستيطانية شرق القدس. وإذا سارت الأمور بوتيرة متسارعة، فمن المتوقع أن تبدأ أعمال البنية التحتية خلال الأشهر القليلة القادمة، ليبدأ بناء المنازل بحلول العام المقبل.

كما أقرّت حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال نفس الجلسة بناء 350 وحدة سكنية إضافية في مستوطنة أشائيل قرب مدينة الخليل جنوب الضفة.

ردود فعل دولية ومنظمات حقوقية

أدانت منظمة "السلام الآن"، المتخصصة في مراقبة النشاط الاستيطاني، المشروع قائلة إنه "لا يهدف إلا إلى تدمير أي أفق سياسي لحل الدولتين". 

وأضافت المنظمة: "في الوقت الذي يطالب فيه العالم بالسلام، تعمل هذه الحكومة التي فقدت ثقة شعبها على نسف المصلحة الوطنية، وسندفع جميعًا الثمن."

تم نسخ الرابط