عاجل

مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو.. ماذا فعل مع امرأة مسلمة وسائق مصري؟

مواقف إنسانية للقاضي
مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو

تصدرت مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو اهتمام الملايين حول العالم، بعد وفاته، لما تحمله من مشاعر تعاطف وعدالة حقيقية تتجاوز النصوص القانونية، وفي كل جلسة، يثبت "كابريو" أن الكلمة الطيبة والرحمة يمكن أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قاعة المحكمة، ومن بين أبرز المواقف التي لاقت تفاعلاً واسعًا، كانت تعامله مع امرأة مسلمة وسائق مصري، حيث أظهر احترامًا كبيرًا للثقافة والظروف الإنسانية، فما تفاصيل هذه المواقف؟.

وفي هذا التقرير، نستعرض معكم متابعي وزوار موقعنا «نيوز رووم» الإخباري، مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو رجل العدل الذي أعاد للإنسانية مكانتها، وما فعله مع امرأة مسلمة وسائق مصري.

مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو

وهناك عدة مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو، وهي كالتالي:-

تسببت وفاة القاضي الأمريكي فرانك كابريو، المعروف بلقب "القاضي الرحيم"، في موجة من التأثر على منصات التواصل الاجتماعي عالميًا، حيث تميز الراحل بنظرته الإنسانية العميقة وإيمانه بقدرة الناس على التغيير، ما جعله مصدر إلهام لكثيرين حول العالم، من خلال حكمه العادل ومواقفه الرحيمة داخل قاعات المحكمة، ترك بصمة لا تنسى وأصبح مثالًا يحتذى به في قيم التعاطف والإنسانية.

4 مخالفات لسائق مصري يدعى "عثمان"

خلال إحدى جلسات القاضي فرانك كابريو التي حققت انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر عثمان، سائق سيارة أجرة مصري يقيم في مدينة بروفيدنس بولاية "رود آيلاند"، أمام المحكمة متهمًا بارتكاب 4 مخالفات مرورية، وجاءت هذه المخالفات نتيجة توقّفه لفترة وجيزة أمام منزله لترتيب ملابسه قبل الانطلاق إلى عمله، ما أدى إلى تسجيل المخالفات ضده.

وشارك عثمان مع القاضي فرانك تفاصيل صراعاته اليومية، موضحًا التحديات التي تواجهها صناعة سيارات الأجرة بعد جائحة كورونا، معبرًا عن صعوبة الأوقات التي يمر بها، وقرر القاضي الرحيم أن يلغي جميع المخالفات المسجلة ضده، مثنيًا على عزيمته وإصراره في سعيه لتوفير لقمة عيشه بجهد وكرامة.

 

<strong>مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو</strong>
مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو

 

كان ينقذ ابنه المسن

في موقف آخر، قرر القاضي كابريو إعفاء مسن يبلغ من العمر 96 عامًا من غرامة مالية بسبب تجاوز السرعة، وبعد أن استمع لشرح الرجل، اكتشف أنه كان في طريقه لنقل ابنه البالغ 63 عامًا إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية بسبب مرضه الخطير، معبراً عن تقديره له، قال القاضي: "أنت مثال للرحمة وتعكس أسمى القيم الإنسانية".

 

 

لاجئة سورية

في موقف إنساني آخر، مثلت سيدة سورية أمام القاضي فرانك بتهمة مخالفة مرورية، وبرفقتها ابنتها التي كانت تقوم بدور المترجم بينهما نظرًا لعدم إتقانها للغة الإنجليزية، وفي مفاجأة غير متوقعة، طلب القاضي من الطفلة أن تصدر الحكم بنفسها، ليصدم الجميع عندما أعلن عن إسقاط المخالفة عن والدتها.

وكانت غرامة السيدة السورية تبلغ 50 دولارًا، لكنها لم تكن تملك سوى 55 دولارًا فقط، وبعد أن أدرك القاضي كابريو وضعها المالي الصعب، قال لها بلطف: "لن أسمح لك بالمغادرة وأنت تحملين فقط 5 دولارات".

 

 

البحث عن الطعام

وفي جلسة أخرى، وقف سيف، لاجئ سوري في الثمانين من عمره، أمام القاضي بسبب مخالفة مرورية تتعلق بتوقفه في مكان غير مخصص، وأوضح سيف أنه توقف لفترة قصيرة لا تتجاوز الدقائق وهو يبحث عن طعام، كما تحدث عن معاناته بسبب الحرب التي دمرت وطنه، استجابةً لموقفه المؤثر، قرر القاضي إسقاط الغرامة عنه.

معلومات عن القاضي الرحيم فرانك كابريو

يشغل كابريو منصب رئيس قضاة محكمة بلدية بروفيدنس في ولاية رود آيلاند الأمريكية منذ عام 1985، كما تولى رئاسة مجلس محافظي رود آيلاند للتعليم العالي لمدة 10 سنوات، وتمكّن من ترك بصمة فريدة في عالم العدالة، حيث امتزجت القوانين في قاعاته بالرحمة والتفهم.

ولد فرانك كابريو في 23 نوفمبر من عام 1936 في مدينة بروفيدنس، لعائلة فقيرة من أصول إيطالية، والده أنطونيو كان مهاجرًا من مدينة تيانو الإيطالية ويعمل بائعًا للفواكه والحليب، بينما والدته فيلومينا كابريو كانت ربة منزل تنحدر من مدينة نابولي.

نشأ كابريو وسط بيئة بسيطة جعلته يدرك معاناة الفقراء مبكرًا، فعمل منذ صغره كموزع صحف وماسح أحذية ليساهم في إعالة أسرته، وهذه التنشئة الصعبة غرست فيه قيم التعاطف والعدالة الاجتماعية، التي ظهرت لاحقًا في طريقة تعامله مع المتهمين في قاعاته.

 

<strong>القاضي الرحيم فرانك كابريو</strong>
القاضي الرحيم فرانك كابريو

 

في ستينيات القرن الماضي، تزوّج كابريو من السيدة جويس كابريو، ولديهما خمسة أبناء، إلى جانب سبعة أحفاد واثنين من أبناء الأحفاد، وقد لعبت العائلة دورًا محوريًا في حياته، فظلّ متمسكًا بروابطه الأسرية رغم انشغاله بالعمل القضائي والعام.

درس فرانك كابريو في المدارس العامة بمدينة بروفيدنس، وكان يوفّق بين الدراسة والعمل، وتميّز في رياضة المصارعة حتى فاز بلقب ولاية رود آيلاند عام 1953.

تخرّج من كلية بروفيدنس عام 1958، ثم عمل مدرّسًا بمدرسة هوب الثانوية، وفي الوقت ذاته واصل دراسته في كلية الحقوق بجامعة سوفولك ببوسطن ليلًا، إلى أن حصل على الشهادة القانونية وبدأ مسيرته كمحامٍ.

المسيرة السياسية والعمل العام

التحق كابريو بكتيبة المهندسين القتالية في الحرس الوطني بين عامي 1954 و1962، ثم بدأ مشواره السياسي بعد انتخابه عضوًا في مجلس مدينة بروفيدنس عام 1962، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1968.

كما انتُخب كمندوب في المؤتمر الدستوري لولاية رود آيلاند عام 1975، وشارك خمس مرات كمندوب في المؤتمرات الوطنية للحزب الديمقراطي، إضافة إلى ذلك، شغل منصب رئيس مجلس التعليم العالي في رود آيلاند لمدة عقد كامل.

في عام 1985، بدأ كابريو عمله كقاضٍ في محكمة بلدية بروفيدنس، ولاحقًا أطلق شقيقه جو كابريو برنامجًا تلفزيونيًا بعنوان Caught in Providence أو "اعتقال في بروفيدنس"، الذي وثّق جلساته القضائية وعرضها عبر التلفزيون ومنصات التواصل.

 

<strong>مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو</strong>
مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو

 

انتشرت مقاطع الفيديو بشكل واسع، وحصدت ملايين المشاهدات بسبب أسلوب كابريو المتعاطف، وتعامله مع المخالفات البسيطة بروح الدعابة والرحمة.

يؤمن القاضي كابريو بأن خلف كل مخالفة قصة إنسانية تستحق أن تُسمع، وقد صرّح قائلًا: "أعتقد أنه ينبغي أن أضع في اعتباري أن الشخص ربما يكون مريضًا، أو فقد أحد والديه، أو أن أطفاله يتضورون جوعًا، أنا لا أضع شارة أسفل البذلة بل قلبًا".

كلماته هذه تحوّلت إلى شعار لطريقته الفريدة في تطبيق القانون، حيث لم يكن يكتفي بتطبيق النصوص الجامدة بل كان ينصت ويقدّر ظروف المتهمين.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد ورث كابريو رحمته وإنسانيته من والده المهاجر، الذي رغم ظروفه الصعبة كان يدفع فواتير من لا يملكون القدرة على السداد.

وقد شكّلت هذه التجربة العائلية نقطة تحول في حياة فرانك، وغرست فيه مبادئ العدالة الاجتماعية ومساعدة الآخرين.

أسّس القاضي كابريو صندوقًا للمنح الدراسية في كلية الحقوق بجامعة سوفولك، مخصصًا لطلاب ولاية رود آيلاند المتفوقين، بهدف دعم الولوج إلى التعليم القانوني خاصة للطلاب من المجتمعات الفقيرة.

هذه الخطوة تعكس التزامه المستمر بتحقيق العدالة خارج أسوار المحكمة أيضًا، من خلال تمكين الشباب وتكريس قيم المساواة وتكافؤ الفرص.

تم نسخ الرابط