عاجل

محمد المرشدي: مدينة النسيج بالمنيا أكبر قفزة صناعية في تاريخ مصر الحديث|فيديو

صناعة النسيج في مصر
صناعة النسيج في مصر

كشف محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، تفاصيل المشروع القومي العملاق الخاص بإنشاء مدينة صناعية متكاملة للنسيج بمحافظة المنيا، مؤكداً أنها ستشكل نقلة نوعية في مستقبل الصناعة المصرية.

خريطة الصناعة في مصر

وأكد محمد المرشدي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "ناسنا" عبر قناة المحور الفضائية، أن الدولة المصرية نجحت في فتح ملفات التنمية الشاملة في توقيت واحد، واضعة هدفاً أساسياً يتمثل في بناء اقتصاد قوي قادر على الصمود أمام التحديات العالمية.

وأشار محمد المرشدي إلى أن عجلة المشروعات القومية الكبرى لم تتوقف، رغم ما تتطلبه من مليارات الجنيهات، حيث ترافقت هذه المشروعات مع إعادة هيكلة للبنية التحتية وتشييد إنشائية جديدة من الصفر، حتى وصلت مصر إلى مرحلة جذب استثمارات حقيقية بمليارات الدولارات.

تفاصيل المدينة الصناعية 

وأوضح محمد المرشدي أن مشروع مدينة النسيج بالمنيا يقام على مساحة 5.5 مليون متر مربع، ليكون واحداً من أكبر قفزات التنمية الصناعية في تاريخ مصر الحديث.

المشروع، بحسب محمد المرشدي ، ليس مجرد أرقام، بل أثر مباشر على حياة المواطنين، إذ سيوفر أكثر من 800 ألف فرصة عمل حقيقية، ما يساهم في خفض معدلات البطالة بشكل ملحوظ، كما تستهدف المدينة تعزيز صادرات مصر من الصناعات النسيجية التي تبلغ حالياً نحو 3 مليارات دولار سنوياً، لتصل إلى 12 مليار دولار خلال السنوات القادمة، بنسبة نمو تفوق 25%، وهو ما يعكس طموح الدولة في استعادة ريادتها العالمية في صناعة الغزل والنسيج.

دور المنيا الاستراتيجي

وبيّن محمد المرشدي أن المدينة لم تأت منفردة، بل مدعومة بشراكات دولية مع كبرى الشركات العالمية، من بينها مؤسسات صينية وتركية أبدت اهتماماً بالاستثمار في المشروع. وقد تلقت وزارة الاستثمار بالفعل طلبات لتشغيل أكثر من 600 مصنع داخل المنطقة الصناعية الجديدة.

وتابع محمد المرشدي: "اختيار محافظة المنيا لإنشاء هذا الصرح الصناعي لم يكن محض صدفة، بل رسالة واضحة بأن التنمية لا تعرف مركزية، وأن جنوب مصر أصبح شريكاً أساسياً في النهضة الاقتصادية". 

وواصل محمد المرشدي: "هذا التوجه يضمن توزيعاً عادلاً للاستثمارات، ويمثل خطوة نحو تقليل الهجرة الداخلية من الصعيد إلى الدلتا والقاهرة الكبرى، عبر توفير فرص عمل مباشرة لأبناء الصعيد في مناطقهم السكنية".

صناعة تضم ست مراحل 

وأشار محمد المرشدي إلى أن صناعة النسيج من الصناعات كثيفة العمالة، وتضم بداخلها نحو ست صناعات مترابطة، تبدأ من حلج القطن، مروراً بالغزل والنسيج، ثم الصباغة والطباعة والتجهيز، وصولاً إلى صناعة الملابس الجاهزة.

وأوضح محمد المرشدي أن كل مرحلة من هذه المراحل تؤثر مباشرة على ما قبلها وما بعدها، مما يخلق دورة إنتاجية متكاملة قادرة على استيعاب آلاف العمالة وتقديم منتجات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، مضيفًا أن هذه الرؤية دفعت القيادة السياسية إلى تأسيس منطقة صناعية متخصصة، بما يعزز قدرة مصر على استعادة مكانتها كأحد أهم مراكز صناعة النسيج في المنطقة والعالم.

دعم شامل لصعيد مصر

أكد محمد المرشدي أن المشروع يأتي ضمن خطة الدولة لتحقيق تنمية شاملة على مستوى الجمهورية، حيث لم يعد هناك تمييز بين الدلتا والصعيد، بل أصبح أبناء كل المحافظات شركاء في التنمية.

وأضاف محمد المرشدي أن إقامة المدينة الصناعية بالمنيا ستؤدي إلى زيادة دخل الأسر الصعيدية، من خلال تشغيل العمالة المحلية وتحريك عجلة الاقتصاد الإقليمي، مما ينعكس إيجاباً على مستويات المعيشة ويعزز الاستقرار الاجتماعي، منوهًا إلى أن هذه الرؤية تجعل من المشروع نموذجاً متكاملاً يوضح كيف يمكن للإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية أن تتحول إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

اتفاقيات تجارية داعمة

وكشف محمد المرشدي أن الصين تعد من أبرز الدول المستثمرة في المشروع، لما يوفره من مزايا نسبية، أبرزها الاتفاقيات التجارية التي وقعتها مصر مع العديد من التكتلات الاقتصادية الكبرى، والتي تسمح للمنتجات المصرية بالدخول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية والأمريكية دون جمارك.

كما أشار محمد المرشدي إلى أن تركيا بدورها أبدت اهتماماً متزايداً بالمشاركة في المشروع، حيث يسعى المستثمرون الأتراك للاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي واتفاقياتها التجارية، بما يعزز قدرتهم على الوصول لأسواق جديدة من خلال الإنتاج داخل الأراضي المصرية.

<strong>محمد المرشدي</strong>
محمد المرشدي

صفحة في الجمهورية الجديدة

واختتم محمد المرشدي حديثه بالتأكيد على أن مدينة النسيج المتكاملة بالمنيا ليست مجرد مشروع صناعي، بل صفحة جديدة في كتاب الجمهورية الجديدة، عنوانها: "الصعيد يصنع ومصر تربح".

وشدد محمد المرشدي أن الحلم لم يعد مجرد فكرة، بل تحول إلى مشروع واقعي يمر بمراحل دقيقة من التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وهو ما يعكس أن التنمية في مصر لم تعد شعارات، بل صناعة حقيقية تستهدف جميع المحافظات، لتضع مصر على خريطة القوى الصناعية العالمية من جديد.

تم نسخ الرابط