خالد الجندي: الإسلام أكثر من الأركان الخمسة ويشمل قيمًا ومبادئ أخلاقية|فيديو

شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أن الإسلام لا يقتصر فقط على الأركان الخمسة المعروفة، بل يمتد ليشمل منظومة واسعة من القيم والمبادئ والأخلاق التي ينبغي على المسلم الالتزام بها في حياته اليومية، موضحًا أن الاقتصار على الأركان فقط يختزل عظمة الدين ويغيب المعنى الشمولي الذي جاء به الإسلام.
الأركان الخمسة تمثيل لا حصر
قال خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، إن النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الأركان الخمسة (الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج)، لم يقصد بذلك حصر الإسلام فيها، وإنما كانت بمثابة تمثيل لأهم معالم الدين التي يقوم عليها البناء الإيماني، مضيفًا أن ذكر هذه الأركان على سبيل المثال لا يعني غياب القيم الأخرى، بل إن الإسلام يضم طيفًا واسعًا من القيم الروحية والاجتماعية والأخلاقية.
وأشار خالد الجندي إلى أن الفهم الصحيح للإسلام يقتضي إدراك أن الأركان تمثل "الأساس"، لكن البناء الكامل لا يكتمل إلا بوجود القيم السامية مثل الإحسان والوفاء والأمانة والكرم والطهارة، وجميعها عناصر لا غنى عنها في حياة المسلم.
معنى الشهادتين وعمق التوحيد
توقف خالد الجندي عند الشهادتين باعتبارهما المدخل الرئيسي للإيمان، مؤكدًا أن كثيرًا من المسلمين يختزلون معناهما في "لا نعبد إلا الله"، وهذا وإن كان صحيحًا، لكنه لا يمثل الفهم الكامل للتوحيد.
وأوضح خالد الجندي أن معنى "لا إله إلا الله" يتضمن نفي الألوهية عن كل مخلوق ثم إثباتها لله وحده، مع ضرورة فهم عمق معاني الألوهية وأسماء الله وصفاته. وأكد أن هذا الإدراك هو الذي يصنع إيمانًا راسخًا يعصم المسلم من الانحراف أو الغلو.
الإسلام أكثر من شعائر
وأشار خالد الجندي إلى أن الاقتصار على أداء الشعائر دون الالتزام بالقيم السلوكية لا ينسجم مع جوهر الإسلام، فالشهادتان، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، لا تكفي وحدها ما لم تقترن بالأمانة، والصدق، والإحسان، والتسامح، وهي القيم التي تعكس حقيقة الإيمان وتترجم التعاليم الدينية إلى واقع عملي.
وبيّن خالد الجندي أن المسلم الذي يؤدي عباداته بينما يهمل قيم الإسلام في معاملاته لا يحقق المعنى الكامل للديانة، لأن الإسلام وحدة متكاملة لا تقبل التجزئة أو الانتقائية.
الإسلام شامل لكل جوانب الحياة
أكد خالد الجندي أن الإسلام دين شامل ينظم علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبالآخرين، ويوجه السلوك في مختلف مجالات الحياة من عبادة ومعاملة وأخلاق. وأوضح أن هذه الشمولية هي ما يميز الإسلام ويجعله منهج حياة متكاملًا يصلح لكل زمان ومكان.
ودعا خالد الجندي المسلمين إلى ضرورة استحضار هذه الشمولية في حياتهم اليومية، وعدم الاقتصار على العبادات الشكلية أو الاقتصار على الالتزام بجزء وترك البقية، فالالتزام بتعاليم الإسلام يجب أن يكون كاملاً ومتوازنًا، يعكس صورة المسلم الحق الذي يجمع بين العبادة الصحيحة والسلوك القويم.

رسالة توعوية للمجتمع المسلم
اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه برسالة واضحة مفادها أن على المسلمين أن يعوا أن الإسلام لم يأت ليكون مجرد قائمة من الشعائر، بل هو رسالة حياة متكاملة تشمل الأخلاق والقيم والمعاملات،مؤكدًا أن قوة المجتمع الإسلامي الحقيقية تكمن في التمسك بجميع التعاليم، والحرص على نشر القيم الإيجابية التي تبني الإنسان وتنهض بالأمة.
وشدد خالد الجندي أن الالتزام الشمولي بالإسلام لا يحقق فقط رضا الله عز وجل، وإنما ينعكس أيضًا على استقرار المجتمع وتماسكه، إذ يجعل المسلم عنصرًا فاعلًا في نشر الخير والسلام.