نور النبي العدنان| ما هو مفهوم النور في القرآن الكريم؟.. علي جمعة يكشف 5 أوجه

أطلق الله النور في كتابه على عدة أشياء؛ أطلقه سبحانه على نفسه، وأطلقه على نبيه ﷺ، وأطلقه على القرآن، وأطلقه على الهداية، وأطلقه على نور الهدايا والإيمان، وبين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن النور في القرآن على خمسة أنحاء: نور الرحمن، ونور القرآن، ونور النبي العدنان ﷺ، ونور الإيمان، ونور الأكوان.
ما هو مفهوم النور في القرآن الكريم؟
وتابع علي جمعة: نحن في هذا العصر الذي اشتدت فيه الظلمات ظلمات الكفر والإلحاد ظلمات الظلم والاغتصاب ظلمات العدو وانتهاكه للمقدسات في أحوج الحاجة إلى معرفة النور الذي تكلم عنه الله ورسوله حتى نعلم الشيء ونقيضه، وحتى نعلم ما هذا النور، وكيف نتبعه، وما البرنامج الذي نسير عليه؟ نفر فيه من الظلمات إلى النور حتى يرضي ربنا عنا.
وقال علي جمعة، إن دين الإسلام دين النور وقد أطلق الله النور على نفسه في سورة حملت اسم سورة النور قال الله تعالى فيها: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور:35].
وفي هذا النور الرحماني يقول الإمام ابن عطاء الله السكندري في كتابه الشهير «الحكم العطائية» الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه وهو يقصد أن الكون من حيث كونيته وظهور حسه كله ظلمة لأنه حجاب لمن وقف مع ظاهره عن شهود ربه ولأنه سحاب يغطي شمس المعاني لمن وقف مع ظاهر حس الأواني.
أما نورانية كتاب الله الكريم القرآن المجيد فقد أثبتها ربنا له في أكثر من آية قال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف:157]، وقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [التغابن:8]، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) [النساء:174]، فالقرآن الكريم نور من عدة اعتبارات فباعتبار مصدره فإن مصدره عالم الأنوار والوحي والقدس ولذلك أمر الله في كتابه الإنسان إذا ما أراد أن يتصل بهذا النور أن يمسح نفسه بمسحة النور فعليه أن يتوضأ والوضوء من الوضاءة والإنارة وهي العبادة التي يتطهر فيها المسلم من الحدث الأصغر وذلك ليكون حاله مناسبا للنور الذي يريد أن يتلوه.
وشدد على أن القرآن نور من حيث لغته العربية وتهذيبه للغة العرب التي كانت مليئة بالغرائب ووحشي الكلام والقرآن نور من حيث نقله فقد نقل بالأسانيد المتصلة المتكاثرة التي بلغت حد التواتر الإسنادي والجملي ولقد أورد ابن الجزري في كتابه «النشر في القراءات العشر» أكثر من ألف سنة من عصره «القرن التاسع الهجري» إلى القراء العشرة وهم الذين نقلوا القرآن ممثلين عن مدن بأكملها كلها يقرأ كما كانوا يقرأون وهذا ما يسمى بالتواتر الجملي الذي يقرأ الناس جميعا القرآن في مدينة معينة بهذه الطريقة وبهذا الأداء فصار هؤلاء القراء مجرد مندوبين عنهم وممثلين لقراءتهم وحافظين لطريقتهم في التلاوة وارتضاهم أهل كل مدينة لما رأوا فيهم مزيد الاهتمام وتمام العلم فشهدوا لهم جميعا بذلك.