«نيويورك تايمز»: قمم ترامب مبهرة شكليًا.. وفوضى عارمة في النتائج

شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا غير مسبوق في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأعراف رأسًا على عقب، من خلال لقاء رمزي مع بوتين في ألاسكا، تلاه اجتماع استثنائي في واشنطن جمع الرئيس الأوكراني وسبعة قادة أوروبيين. ورغم الزخم الكبير، لم تُحقق أي اختراقات فعلية، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، التي وصفت المشهد بأنه "فوضى عارمة".
قمة ألاسكا:
في 15 أغسطس، استقبل ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، في لقاء بدا رمزيًا للغاية. لكن تجاهل ترامب للتهديدات السابقة بفرض عقوبات، و"لينة" مواقفه، أثار قلق الأوروبيين وزيلينسكي من احتمال عقد "صفقة كبرى" تُلحق ضررًا مباشرًا بالمصالح الأوكرانية.
قمة واشنطن:
في 18 أغسطس، اجتمع ترامب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسبعة قادة من الاتحاد الأوروبي والناتو، وسط أجواء توحي بوحدة غير معتادة.
لكن، بحسب الصحيفة، ترك اللقاء تفاصيل مصيرية عالقة، أهمها:
- طلب الأوروبيين ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.
- تمسك فرنسا وألمانيا بـ وقف إطلاق النار كشرط أول.
- مقترح إيطاليا بإنشاء مظلة حماية عسكرية جماعية.
- ورغم التصريحات المتفائلة، لم يتم التوصل إلى أي اتفاقات ملزمة.
مقترحات أمريكية تٌقابل بالرفض الروسي
وقد عرض الرئيس ترامب تقديم دعم جوي للقوات الأوروبية في أوكرانيا في خطوة وُصفت بالجريئة، بدلًا من نشر قوات أمريكية، إلا أن روسيا رفضت المقترح فورًا. في المقابل، أعلنت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن بوتين وافق مبدئيًا على لقاء زيلينسكي، لكن ذلك التصريح سرعان ما نُسف بتصريح مضاد من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قلل من احتمال حدوث مثل هذا اللقاء.
فوضى سياسية
وقد دفع الارتباك الدبلوماسي ستيفن بايفر، السفير الأمريكي الأسبق لدى أوكرانيا، إلى التحذير من أن ترامب: "يبحث عن صفقة بأي ثمن.. لكنه لا يولي التفاصيل أهمية، ويريد فقط أن يُعلن: لقد أوقفتُ حربًا أخرى."
بدوره، قال تشارلز أ. كوبتشان، المستشار السابق في مجلس الأمن القومي: "ما يحدث فوضى عارمة.. فتح القنوات مهم، لكن غياب استراتيجية منسقة يجعل السلام الحقيقي بعيد المنال."
سلام بلا خطة قد يُشعل حرب استنزاف جديدة
رغم اعتراف ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز بأن المهمة "معقدة"، وتمنيه أن "يكون بوتين بخير"، فإن التحديات الكبرى ما زالت قائمة:
- ضمانات أمنية دائمة لأوكرانيا
- مسائل تبادل الأراضي
- موقف روسيا من وقف إطلاق النار
- الجهوزية لعقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي